============================================================
المجالس العؤيدية والامامة ، قتل الناس جميعا ، بقطعهم من مكان استمداد الحياة ، واقتباس انوار النجاة . وإذاكانت الصورة هذه فى شأن القتل مما لا مساغ له فى جهة الظاهر، وهو واضح البرهان فى وجه الباطن ، كان المنافقون الذين قدمنا ذكرهم ا اصحاب هذه الغفلة - التى هى اكبر وجود الفساد فى الآرض - باطنا ، وان تحرجوا عن قتل النفس العحرمة ظاهرا وههذا نكتة يجب اعتبارها فى ميزان العقلى ، وهو أن الله سبحانه قال في شأن القدل .: من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض ، فكأنما قتل الناس جميعاه (1) . ولم يقل : من قتل إنسانا ، فكأنما قتل الناس جميعا ، وكان هكذا لو قاله - أكثر تناسبا للجمع بين إنسان واحد وبين الناس ، ولم يقل أيضا : من قتل نفسا فكأنما قتل النفوس جميعا ، للجمع بين نفس واحدة وبين نفوس ، فيكون أبلغ نظاما مات وتقاريا . وإذا كانت الصورة هذه ، وجب أن تكون هذه النقوس العشار إليها على غاية من الشرف ، يمتلع أن تقاس إلى الناس الذين هم عيال عليها فى قتلها واحيانها ، فإن قتلت قتلوا ، وان أحييت أحيوا . وهذا يدل على ما ذكرناه من حد الصاية والإمامة الذى به حياة الخلق ، لكون الوصى فى وقته ، والإمام فى وقته ، والامام فى وقته نفس الخلق بالاطلاق من جهة كمون نفوس الناس بها تقوم وتتقوم ، وعنها تاخذ صورة معادها فمتنجومن العقاب وتسلع فاذا ارتكب المنافقون من هذه الخطة شرمرتكب ، واحتقبوا سوء مجتقب، وعموا على الناس الأنباء ، ومدوا على عقولهم من الجهل والحيرة الغطاء . قال الله (1) سورة المائدة :32.
صفحہ 184