(30)مجلس
قال: وكنت عند أبي ميمون بن الصلت، أسمر فأنا وهو نتحدث إذ تذاكرنا محمد بن أبي كثير. فقلت له: لست أعلم في هذه المدينة أحدا أحرص على إدحاض ما جاء به النبي صلى الله عليه من محمد بن أبي كثير.
فقال لي أبو ميمون: لا تفعل. قلت له: قد فعلت، ولكن قل لي: لا تعد. قال: فبتنا تلك الليله، فلما أصبح غدا علي محمد بن أبي كثير يصحبني وكان لي صديقا. قال: فلما دخل إلينا صبحنا وقعد/30/ وقعد أبو ميمون، فلما قعد. قلت: يا محمد، قد ذكرناك البارحة. فقلت لأبي ميمون: لست أعلم في هذه المدينة أحدا أحرص منك على إدحاض ما جاء به الرسول عليه السلام. فأقبل علي وتبسم، وقال: استغفر الله. فقال له أبو ميمون: مما تستغفر الله، قد ظننت أنها كانت غيبة، ولم أكن لأذكرها لك على كل حال، فاسأل الرجل من أين قال لك ذلك؟
قال: فمن أين ذلك يا أبا الحسين؟
قلت: يا أبا عبدالله، ما تقول فيمن كذب بآية من كتاب الله، أليس يكون كمن كذب بالقرآن كله؟
قال: نعم.
قلت: ما تقول في قول الله تبارك وتعالى: {وإن كانت واحدة فلها النصف} [النساء: 11].
قال: يا أبا الحسين، قال أبو بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه، يقول: ((نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما خلفنا فهو صدقة على كآفة المسلمين)).
قلت: فتحكم كلام أبي بكر على كتاب الله، ثم قلت: يا أبا عبدالله، فمن كذب بحديث من أحاديث رسول الله صلى الله عليه، المجمع عليها عن النبي فهو كمن كذب بجميع ما جاء به الرسول؟
قال: نعم.
صفحہ 39