78

مغانم

المغانم المطابة في معالم طابة

ناشر

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

اصناف

وبِمثله قال أبو حنيفة وأصحابه، والثوريُّ (^١)، وأهلُ الكوفة، والأوزاعيُّ (^٢)، لكنهم قالوا: هي رِدَّةٌ (^٣). وعلى هذا وقع الخلافُ في استتابته وتكفيره، وهل قَتْلُه حدٌّ أو كفرٌ؟. ولا نعلم خلافًا في استباحة دمِه بين علماء الأمصار وسَلَفِ الأمَّةِ، وذَكَرَ غيرُ واحدٍ إجماعَ الأُمَّةِ على قتله وتكفيره (^٤). وقال محمد بن سَحْنُون (^٥): أجمع العلماء على أن شاتِمَ النَّبِيِّ ﷺ المُتَنَقِّصَ له كافرٌ، والوعيدُ جارٍ عليه بعذاب الله تعالى له، وحكمه عند الأئمة القَتْلُ، ومَنْ شَكَّ في كفره وعذابه كَفَرَ (^٦). واحتجَّ إبراهيم بن حسين بن خالد (^٧) في مثل هذا، بقتل خالد بن الوليد ﵁ مالكَ بنَ نُوَيْرَةَ (^٨) بقوله عن النبي ﷺ:

(^١) هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي، سيد أهل زمانه فقهًا وعملًا. توفي سنة ١٦١ هـ. الطبقات الكبرى ٦/ ٣٧١، العبر ص ٣٨٠. (^٢) هو عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد الأوزاعي، شيخ الإسلام، وعالم أهل الشام في عصره. توفي في بيروت سنة ١٥٧ هـ. الطبقات الكبرى ٤/ ٤٨٨، حلية الأولياء ٦/ ١٣٥، سير أعلام النبلاء ٧/ ١٠٧. (^٣) هي ردة: بمعنى أن صاحبها يستتاب، فإن تاب خُلِّيَ، وإلا قُتِلَ. (^٤) الشفا ٢/ ٩٣٤. (^٥) هومحمد بن عبد السلام بن سعيد التَّنوُخي ابن الإمام (سَحْنون)، عالم مشهور، كان على طريقة والده في العلم والزهد، من علماء المالكية، له مؤلفات كثيرة، توفي سنة ٢٦٥ هـ. رياض النفوس ١/ ٤٤٣. الوافي ٣/ ٨٦، سير أعلام النبلاء ١٣/ ٦٠. (^٦) الشفا ٢/ ٩٣٥. (^٧) هو إبراهيم بن حسين بن خالد، أبو إسحاق، كان خيرًا فقيهًا، عالمًا بالتفسير، من فقهاء المالكية توفي سنة ٢٤٠ هـ. الديباج المذهب ص ٨٤، ترتيب المدارك ٤/ ٢٤٢. (^٨) هو مالك بن نويرة كانت له وفادة على رسول الله ﷺ وأسلم، ثم ولاه رسول الله ﷺ الصدقات على قومه تميم، ولما توفي ﷺ منع الزكاة عن أبي بكر الصديق ثم كان يصف الرسول ﷺ بقوله (صاحبكم)، فلذلك كله أمر خالد بن الوليد ﵁ ضرار بن الأزور بقتله فقتله. أسد الغابة ٥/ ٥٢، الإصابة ٣/ ٣٥٧.

1 / 79