208

============================================================

144مفاتيح الاسرار ومصابيح الأبرار قوله - عزوجل: و الذين يؤمنون بما أنزل إليك وما آنزل من قبلك 47 وبالآخرة هم يوقنونج) التفسير قال أهل التفسير : أي يصدقون بما أنزل اليك من القرآن وما أنزل من قبلك من الكتب المتقدمة؛ وقد سأل أبوذر -رضي اللهعنه-رسول الله -صلى اللهعليه وسلم-كم كتابا أنزل الله؟ قال: امائة كتاب وأربعة كتب، أنزل على شيت خمسين صحيفة، وأنزل على اخنوخ ثلاثين صحيفة وأنزل على إبراهيم عشر صحائف وأنزل على موسى عشر صحائف تم أنزل التوراة والانجيل والزبوروالفرقان" (435) ومعنى الآية يصدقون بذلك كله لا يفرقون بين كتاب وكتاب، كما لايفرقون بين احد من رسله.

(وبالآخرة هم يوقنون) أي الدار الآخرة، والتأنيث فيها يرجع إلى الدار؛ وسميت آخرة لأنها بعد الدنيا ولتأخرها عن الدار الأولى، قال الله تعالى: (قلله الآخرة والأولى): وقيل: سميت بذلك لتأخرها عن الخلق في الخلق، وسميت الدنيا لدنوها منهم. وقوله: (يوقنون) اي يعلمون مستيقنين -57 ب- بأنها كائنة ويصدقون بالبعث والقيامة والجنة والنار والحساب والميزان؛ رواه أبوسعيد وعكرمة عن ابن عباس؛ وقال أيضا في قوله: (بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك) أي يصدقون بما جئت به من عند الله وبما جاء به من قبلك من المرسلين، لايفرقون بينهم ولايجحدون ماجاؤوهم به من ربهم.

وقال المتكلمون:1 الإنزال والنزول لايقتضي انتقالا. إنه كان مثبتا في اللوح المحفوظ، والرب -جل وعز -كان قائلا في إنزاله عند قوم، وفي الوقت الذي أنزله عند قوم؛ وقوله قديم معني قائم بذاته عند الأشعري منهم: وحادث في ذاته عند الكرامى: ومحدث في محل عند المعتزلي.

قالوا: إن جبريل - عليه اللام - تلقاه إما بحفظه من اللوح وإما بسماعه وإما بأن خلق الله تعالى فهمه في قليه، ثم نزل به وآداه كما سمع وحفظ، وذلك هو الإنزال. يقال: نزلت رسالة 1. في الهامش عتوان: الكلام.

ليتهنل

صفحہ 208