207

============================================================

تفير سورة البقرة /141 يكون عاما لجميع الحيوانات والإنسان: فيستوي فيه البر والفاجر، كما قال تعالى: (وما من دابة إلا على الله رزقها*: ومن الأرزاق ما يكون خاصا؛ فيكون للبر دون الفاجر، كما قال تعالى: (وأنفقوا مما رزقتاكم) يريد به الحلال دون الحرام. فالرزق إذا أريد به الانتفاع المجرد فكل ما ينتفع به رزق؛ وإذا أريد به العطاء فالحرام لايكون عطاء؛ ولاتغفل عن الأرزاق السماوية والأرزاق الأرضية ومايكون رزقا للأرواح ومايكون رزقا للأجساد. قال اله تعالى: (وفي السماء رزقكم وما توعدون) ولايجوز أن يحمل على المطر الذي هو سبب الرزق؛ فإنه فرق بين الرزق والموعود من الجنة، والموعود من الجنة ليس في السماء الي هي السحاب ولكن لما أجرى الله تعالى سنته بأن جعل رزق كل شيء مقا خلقه منه، ولما خلق الأجساد من التراب، جعل غذاءهم من التراب، ولما أبدع الأرواح بأمره: (قل الووح من أمر ربي) جعل غذاءها من أمره تعالى -57 آ-؛ وأمره ظاهر بكتابه، قال الله تعالى: (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء)، والإنفاق من هذا الرزق هو الهداية والإرشاد: فالعلوم والهدايات أرزاق، والأقوال والأعمال أرزاق؛ والإنفاق منها واجب ومنعها من أهلها حرام.

وسر آخر: في النظم من هذه العبادات أن الحركات التي هي مورد التكليف ومصدر الثواب والعقاب ثلاث: حركة فكرية وحركة قولية وحركة فعلية. فنظم الحركات كلها في التقوى والإيمان بالغيب والعبادة؛ فالتقوى في المتقين هو الهداية في الحركة الفكرية ، والتصديق بالغيب هو الإشارة إلى الحركة القولية، والطاعة في المصلين والمنفقين عبارة عن الحركة الفعلية. نم العبادات منها بدنية، ومنها مالية. فقرن في الأعمال الصالحة بين اقامة الصلاة وإيتاء الزكاة في مواضع من الكتاب: (يقيئون الصلاة ويؤتون الزكاة)، وقال خبرا عن عيسى - عليهالسلام -: (وأوصاني بالصلاة والزكاة)، فدل أنهماقرينتان لاتفترقان.

وسر آخر: أن هذه الخصال كلها إذا اجتمعت كان الكتاب هذى وهاديا لهم؛ وإذا أخلفت كان الكتاب ضلالا وعماية عليهم. فمن وجه هي أسباب الهداية إلى الكتاب، ومن وجه الهداية هي سبب وجدان هذه الخصال؛ فأبصر فيها بالفلب والأحساس1 حتى تنجوا من الوسواس الخناس.

1. س: القلب والانتكاس. 2. س: تنجوا.

ليتهنل

صفحہ 207