تأوهت من وجدي تعرض يطمع
ترى مقلتي ما لا ترى من لقائه
وتسمع أذني رجع ما ليس تسمع
خيال البحتري
وقد يكون من الوفاء لتاريخ الآداب أن نذكر كيف اشتهر البحتري بالخيال حتى قالوا (خيال البحتري) وضربوا به الأمثال. وقد تأملت هذه الشهرة فوجدتها ترجع إلى ترديده لزيارة الطيف في غير ضعف ولا فضول: فتارة يصف الخيال بالكرم وقد ضن المحبوب، والقرب وقد شطت ديار الحبائب، حتى ليبعث الهوى من جديد، كقوله:
وقفنا فلا الأطلال ردت إجابة
ولا العذل أجدى في المشوق المخاطب
تمادت عقابيل الهوى وتطاولت
لجاجة معتوب عليه وعاتب
إذا قلت قضيت الصبابة ردها
نامعلوم صفحہ