ولو لم تجد وجدي لما سقمت سقمي
عليهن رسم للفراق وإنما
علي له ما ليس للنار من رسم
وهذا من الإبداع في وصف الديار الخالية، وهل تجد المنزل بعد أهله إلا باكيا حزينا؟ أوليست وحشة المنزل الخالي ذلة بادية يطالع بها الرائح والغادي، عساه يعرف شيئا عن سكانه الراحلين، وملاكه الغائبين فإن السكان للمنازل كالأرواح للأجسام، فإذا ارتحلوا آن حمامها، وحان دثورها، وحل دمارها! وقد رأى الشاعر بعد ذلك أن البين جائر في قسمة الضنى بينه وبين المنزل الخالي، فقال:
وكم قسم البين الضنى بين منزل
وبيني ولكن الهوى جائر القسم
منازل أدارس شجاني نحوها
فهلا شجاها ناحل القلب والجسم
وهذه استغاثة بالطلل البالي، يشعر بمثلها ذو اللوعة الحزين!
وكان ابن الخياط من أغزر الناس دمعا عند مغاني الأحباب، فمن ذلك قوله:
نامعلوم صفحہ