مدائح نبویہ

زكي مبارك d. 1371 AH
207

مدائح نبویہ

المدائح النبوية في الأدب العربي

اصناف

كان مهيار يعنى بمدح آل البيت، وكانت تقترح عليه القصائد في مدحهم، فقد حدثنا جامع الديوان أنه أنشد قصيدة في مراثي أهل البيت من مرذول الشعر، وسئل أن يعمل أبياتا في وزنها وقافيتها.

1

وأنه سئل عمل أبيات في مراثي أهل البيت عليهم السلام على هذا الوزن والروي، وهما مما تقل مساعدة الكلام المختار على مثله، ولم يجد لإجابة الملتمس لذلك بدا - على ما فيه من اللين والانحطاط - فقال ارتجالا على جهة الإملاء، ومقتضى إجابة السائل.

2

وهذا وذلك يدلان على أمرين؛ الأول: أن الشعر في أهل البيت كان يطلب، والثاني: أن مهيارا كان معروفا بحب أهل البيت.

ولا يفوتنا من الوجهة الفنية أن نشير إلى تنبه مهيار إلى خطر الوزن والقافية في التعبير عن مختلف الأغراض؛ وهذا ملحظ سبقه إليه أبو الفضل بن العميد، فقد حدث الصاحب بن عباد أنه كان «يتجاوز نقد الأبيات إلى نقد الحروف والكلمات، ولا يرضى بتهذيب المعنى حتى يطالب بتخير القافية والوزن» وأنه سمعه يقول: «إن أكثر الشعراء ليس يدرون كيف يجب أن يوضع الشعر، ويبتدأ النسج؛ لأن حق الشاعر أن يتأمل الغرض الذي قصده والمعنى الذي اعتمده، وينظر في أي الأوزان يكون أحسن استمرارا، ومع أي القوافي يحصل أجمل اطراد، فيركب مركبا لا يخشى انقطاعه، والتياثه عليه.»

3

أما القصيدة فمطلعها:

يا ابنة القوم تراك

بالغ قتلي رضاك

نامعلوم صفحہ