ابو العلاء المعری زوبعہ الدهور
أبو العلاء المعري زوبعة الدهور
اصناف
والنطق يظهر كامنا ويقرر
كأنه درى بكل هذا، فقال ما عزته إليه مجلة الأديب الغراء في عدد أبي العلاء: إننا في لبنان لن نترك أبا العلاء حتى نعطيه تذكرة هوية طائفية.
هو ما تقول، يا أخي، ولا أشك في أنك تسلم بضرورة «الفرض» لحل المشاكل العظمى، وهل حل أعظم المشاكل الكونية غير الفرض؟ ولهذا رأيت أن المعضلة العلائية لا تحل إلا بهذه التذكرة؛ فهي المفتاح لهذا الباب الدهري المغلق.
إن للهوية، يا رئيف، شأنا جليلا في علم النفس، فاسمح لي أن أمنح المعري هذه التذكرة. واستسفره إلى دولة الأدب، فإن كان مرغوبا فيه فاحفظها لديك، وإلا فأعدها إليه وأقصه إلى الحدود، فيعود من حيث جاء.
حاشية: خاطبتك بيا أخي، فلا يعز عليك ذلك. ما في ذلك غض من فتوتك؛ فالناس يعلمون أنك فتى، لا أعني ابن عشر، بل أعني شابا مندفعا كالتيار في بحر الإنتاج، وأرى في نتاجه أشياء يكتب لها البقاء، وأترجى أن يجتمع أشدك في الدهر العتيد كما يترجى المؤمن قيامته بالنفس والجسد.
اللهم، حقق لنا الأمنيتين، واهد شبابنا الحائر إلى ذاته حيث يجد الأدب الذي لا يموت، فأكثر ما تنتجه قرائحهم كالزهرة المعروفة «شب الليل».
عصر الأسرار والخفاء
عصر أبي العلاء
العصر الذي كان فيه أبو العلاء عصر ثائر فائر؛ فبعد أن أشعلت «الفاطمية» القيروان والمغرب، وافق دخول إمامها - المعز لدين الله - مصر عام مولد المعري، وفي العقد الذي ولد فيه شيخ المعرة ودرج كانت جمعية إخوان الصفاء تزدهر وتنمو نمو الصبي (970-980).
تأمل أي ثورات دينية واجتماعية وسياسية سبقت مولد هذا الغلام، ورافقت حياته التي افتتحت بمحنة العمى. هبت عليها أعاصير النكبات فأطفأتها، ولكن نورها لم ينطفئ، وإنما تغلغل في أعماق تلك النفس البائسة فاستحالت منارة عالمية تشع أنوارا خالدة ولا ينفد زيت حكمتها الأزلية.
نامعلوم صفحہ