ابو العلاء المعری زوبعہ الدهور

مارون عبود d. 1381 AH
128

ابو العلاء المعری زوبعہ الدهور

أبو العلاء المعري زوبعة الدهور

اصناف

أبو العلاء والحاكم

الليلة الأولى

كانوا يصلون على أمير المؤمنين الفاطمي كما يصلى على النبي، فأبطلها الإمام أبو علي؛ أي الحاكم بأمر الله، وحرم تقبيل الأرض بين يديه ولثم يده وركابه إذ لا يجوز الانحناء إلى الأرض لمخلوق. ومنع ضرب الطبول والأبواق حول القصر، وركب يوم عيد الفطر إلى المصلى بلا زينة ولا موكب فخم، ثم أخذ يرتدي ثيابا بسيطة، أو دراعة صوف بيضاء، ويتعمم بفوطة، وينتعل حذاء عربيا ساذجا - مداسا - وغدا يطوف في القاهرة دون موكب ولا ضجة.

وبعد مرضه، سنة 407 هجرية، جنح إلى تصوف غريب، فلم يقلم أظافره، وأطلق شعره حتى تدلى على كتفيه، وبدل الثياب البيضاء الساذجة بثياب سود، فكان يلبس جبة من الصوف الأسود العادي ربما لا يخلعها حتى يعلوها العرق والرثاثة، وكثيرا ما تكون مرقعة من سائر الألوان.

وفي الليلة الخامسة والعشرين من شهر شوال 411 كان الحاكم مختليا فخطرت على باله عبارة الزعيم الباطني: «وإذا ظفرت بالفلسفي فاحتفظ به ... فعلى الفلاسفة معولنا» فطفق يكررها.

وبينا هو نائم في جو تفكيره المعكر، ينتظر ساعة الطواف ليرقب النجم الذي يخشى ظهوره، إذا بالحاجب يستأذن للداعي إسماعيل التميمي ، فدخل منكس الطرف، وابتدر الحاكم الكلام بلهجة العاتب المؤنب: عدت يا إسماعيل! حال الحول على غيبتك. وأين الرجل؟

فخر إسماعيل على ذقنه ليقبل الأرض، فانتهره الحاكم: اتق الله، أنسيت أننا نسخناها؟ قل، أين الشيخ؟

فرفع إسماعيل طرفه إلى مولانا، فرآه منسدل الشعر طويل الأظافر، وعليه مرقعة تتحدث كل رقعة منها بلسان غريب عن أفكار الفيلسوف الهائم.

ارتاع الداعي وانحنى، وهو يقول بصوت كأنه يصدر من خلف الزجاج: رخص لي الكلام يا مولانا.

فأجاب الحاكم: تكلم، ومتى كنا نحظر القول على دعاتنا؟

نامعلوم صفحہ