ابو العلاء المعری زوبعہ الدهور
أبو العلاء المعري زوبعة الدهور
اصناف
وضمت وشمت مثلما ضم أو شما
يذكرني قول المعري هذا خلفا وقع بين خالي وجدي لأمي. من جدي على خالي بتخليفه إياه بما يشبه فلسفة الحبيس، وهنا أقول كما قال صاحبنا هذاك، عن المعري وأبيقور ولوكريس: لا أدري أهذا توارد خواطر بين المرحوم الخال طنوس والمعري، ترى أين قرأ الخال لزوميات المعري حتى سرق فلسفته هذه؟ إنه لم يكن يقرأ ويكتب. أتظن أن خالي أخذ هذه الفلسفة العلائية عن الأطباء الدجالين، عن جالينوس، عن أبيقور؟ ...
ألا يشبه قول المعري هذا قول صاحب «الميجانا»: أمي وبيي كيفوا تا جيت أنا؟
فهل نعد هذا فلسفة؟ لا ورحمة خالي الفيلسوف، إن شيخنا أبا العلاء داعي طريقة وشاعر مذهب معروف لا صاحب فلسفة، وهذا واضح في أقوال عديدة تنطق بما يعني نطقا صريحا.
وأعجب من هذا زعم صاحبنا أن «الفصول والغايات» هي أصل اللزوميات مع أن رائحة الهرم تنبعث من الفصول والغايات، وهي تدل دلالة صارخة على أنها أعدت زادا للرحلة الكبرى ... ففيها رائحة الزبور الداودية، رائحة التوبة النصوح.
إن جميع رسائل المعري وفصوله مضمونها واحد ونواتها اللزوميات، وكأنما كتبها كلها ليقرر طريقته ويؤيد مذهبه.
ويتعجب بعضهم مما يرون عند الشيخ من متناقضات ويفتشون عن «سره» تحت الألفاظ، وأسخفهم تفتيشا ذاك الذي قال بالتشابه بين المعري ولوكريس الشاعر اللاتيني؛ إذ قرأ هذين البيتين:
تشابهت الخلائق والبرايا
وإن مازتهم صور ركسنه
وجرم في الحقيقة مثل جرم
نامعلوم صفحہ