عندما وضع قرن (خصم) الخريف المخرف قدما فى الروضة، أطلقت ريح الخريف يدها فى نثر سبائك الذهب عن أوراق كروم العنب، وانقضى رأى مزين العالم على ذلك، وهو أن تمنح صبية خدر العفة- التى انتهى شرح إحضارها بلسان القلم المسكى الرائحة- الافتخار بشرف الزوجية والسعادة الأسرية للهلال الجلى الظهور فى سماء المجد والجلال، والصبح باهر النور فى أفق العظمة والإقبال الأمير حسين على ميرزا [ص 60] فانتشرت فى العالم بشرى السرور وخبر الفرحة، وفتح خازن الجنان أبواب الدلال والنعم على وجه العالمين، فتوجه حكام وأعيان الولايات من كافة الأرجاء إلى بلاط الخاقان فاتح البلاد، وفى أواسط شهر جمادى الآخر، وبأمر الخاقان الأعظم نهض القائمون على الحفل بتزيين الأسواق وواجهة القصر والمنزل، وزينوا خيام الحجرات الملكية بالصور والتماثيل العجيبة، وعزف بحرارة عازفو المحافل التى على شاكلة محافل الجنة، وكان اللاعبون بالنار يهيجون النار بأيديهم من المشاعل الناثرة للبرق كما لو كان الأسد الشرس وجسم الفيل السكران، وكان لاعبو فنون السحر يأتون بألف لعبة متشابهة مثل مشعوذى الفلك، ولما مضى أسبوع واحد واضحا ومخفيا للقاصى والدانى بسرور وحسن عيش الحياة، شعر [ترجمته]
ليلة أسعد من صبح الرؤية ... والهواء الناثر لعنبر مثل طرة الحبيب
فأحضروا تلك الجالسة فى خيمة العفة- التى كانت قد ربتها قابلة العهد والمشاطة المزينة لوجه الدنيا وراء نقاب الحجاب وحريم الحرمة، تلك البرعمة الملائكية التى قتلها حاجبها فى المرج بسبب الحسد- إلى الإيوان المشبه بالسماء وإلى المخدع المشبه بالبستان للأمير عالى المنزلة، ونثروا على رءوسهم المزينة بالتاج الأطباق الذهبية والفضية المنحوتة من الجواهر الثمينة ودراهم ودنانير الأمراء وعطية عمان.
وبعد انتهاء الحفل والفرح، مر الأمراء والأعيان أمام ساحة قصر الشهريار صاحب البلاد بالهبات الجلية والتحف والهدايا الوافرة، فصاروا مفتخرين بالخلاع الفاخرة ومرفوعى الرأس بالإنعامات الوافرة.
صفحہ 90