ولما كان جهانكير خان جلبايجانى قد كلف على يزد فى العام السابق- الذى كانت فيه راية الفتح قد شقت طريقها صوب خراسان- وذلك بأن يحمل فيروز وكامران ويتوجه بهما إلى ناحية هراة، وذلك حتى موعد قدوم الخاقان فاتح البلاد إلى تلك الحدود، فيقضى بحكم حكام خراسان ويجلسهم على مسند السعادة، ولما حدث توقف الموكب المسعود من أجل إخضاع نيسابور ومحاصرة الأرض المقدسة، فلم ينكشف وجه عروس مرادهم من خلف حجاب الخفاء، ولهذا، فبعد قدوم الموكب الملكى إلى دار السلطنة طهران قدم الأميران إلى البلاط بالاتفاق مع جهانكير خان وصارا آملين فى اللجوء، فأكرمهما حضرة الظل الإلهى، وأمر بتسييرهما إلى دار السلطنة إصفهان بعد استراحتهم عدة أيام من تعب الطريق حيث يقضون عدة أيام فى متنزهات ذلك الأقليم الجذاب من أجل إزاحة كربة الغربة [ص 59] وذلك حتى يقرر رأى مزين العالم موعد اقتضاء تأسيس دولتهم وتوفيقهم.
وسلك محمود ميرزا بعد الهزيمة طريق الفرار خارج هراة وسلم عنان اختياره إلى يد مروض القضاء العادل، وفتح عنانه مثل العاصفة فى الجبل والصحراء وبكل ناحية، وبعد عدة أيام قدم إلى مرو وشاهيجان، وسار من هناك إلى بخارا، وضرب يد الالتجاء بذيل شاهمراد الأوزبكى المعروف ب بيك جان مستظهرا بوحدة الدين والمذهب «1» وآملا فى افتتاح أبواب الدولة، ولأنه أدرك أحواله وبعد فترة أن صورة مساعدته ليست معكوسة كما فى مرآة همة ندله، فقد قدم من هناك إلى خوارزم، وبحجة زيارة بيت الله الحرام، وكان لوالى ذلك المكان علاقة الإخلاص والعبودية مع حضرة السلطان فاتح البلاد، فأكرم مقدمه، وقام بتجهيز لوازم الحياة له، وصدر الأمر من الحاكم العادل بالنظر فى مراعات جانبه أكثر وأكثر، وطبقا للإشارة، نزل بمنزل آصف الحضرة الوزير ميرزا محمد شفيع، الذى بذل أيضا لوازم الاهتمام فى إكرامه واحترامه طبقا لحكم ملك الملوك الفريد، وفى جميع الأيام صار الحبيب المدلل حارق العدو متمتعا وموفقا بأنواع الإحسان من خزانة إنعام الملك. وبالنسبة للحكام الأفغان- الذين كانوا فى انخفاض وعلو وشدة ورخاء، وكانوا يطوون طريق الوفاء لحضرته، وكانوا يؤدون مراسم القبول وحقوق الخدمة فقد وصلت إليهم أنواع الرحمة والشفقة الملكية والعطف كل على قدر مراتبهم.
21 - مد بساط الفرح والسرور والاحتفال بعرس الأمير حسين على ميرزا:
صفحہ 89