ما يتبقى کل لیلہ من اللیل
ما يتبقى كل ليلة من الليل
اصناف
نعم، اكتبوا ما شئتم، بأية لغة كانت، بأية عبارات، بأي أسلوب عن أي شيء. قالت جدتكم فرجينيا وولف: كل الموضوعات تصلح للكتابة.
اكتبوا في الإنسان، الحرية، الجنس، السياسة، الدين، الوطن، المرأة ... آه المرأة، أسطورة الخلق ومعجزة الخالق، دليل الكافر المنكر إلى الله، اكتبوا عنها، قولوا إنها جميلة ساحرة مشتهاة، خبيثة رائعة فاسدة ومقدسة، مفسدة، نبية وطاهرة، انحتوا جسدها، ارسموها، لونوا صدرها بالرمل أو بما شئتم من ماء البحر، اكتبوا في الروح، الحب، الخيانة، الحرب، اللغة، الحاكم، المحكوم، نعوم شومسكي، كارل ماركس، الديكتاتورية، الديمقراطية، البترول، الحرب، يهوذا الأسخريوطي، عن الله، سلمان رشدي، اكتبوا آيات شيطانية، هيا ... انطلقوا، هي زي الأقلام والأوراق، هي زي المطابع تنتظركم، تلك الفرش، ألوان الزيت والإكليرك، كل مواد الأرض مواد وموضوعات للرسم، ارسموا، انحتوا، لونوا، بولوا إذا شئتم في أنف التاريخ، انتقدوا، كونوا فكتور هارا، هنري ماتيس ، الصلحي، بول كلي، شيخ إمام، مصطفى سيد أحمد، ناظم حكمت، مظفر النواب، عبد الله ديدان، أحمد مطر، ماياكوفسكي، محمود محمد طه، كونوا أنفسكم كما يقول بوذا، اكتبوا مسرحيات نزقة، شعرا كافرا لعينا مثل شعر رانيا محجوب، موسيقى جميلة، أفلاما، أغنيات، نثرا لا ينتمي، ما شئتم ... أعني ما شئتم، تبا، لقد حلت كل أجهزة الرقابة، سرح الأمنيون، المراقبون، البصاصون، حراس النوايا، وأرسل أعضاء لجان المعاينة، إجازة النصوص، مجالس المصنفات إلى محرقة التاريخ، بلا بعث، أنتم الآن أحرار: كتاب وروائيون، رسامون، النور عثمان أبكر، مي التجاني، مغنون، ملحنون، حفار وقبور، خياطون، ممثلون، سينمائيون، مسرحيون، لمياء متوكل، ناقدون، مخصيون، مثليون، مردة، تنابلة، فنانون من كل صنف وجهة مثل الشعراء، الآن أطلقت أياديكم، فأطلقوا العنان لمخيلاتكم، أبدعوا طالما خلقتم لذلك، مسئوليتي الشخصية والمهنية، ومسئولية الدولة أن ترعى إبداعكم الحر المتميز، فقط أرجوكم أن تضعوا قول بودلير نصب أعينكم: لا تخلطوا الحبر بالفضيلة، أحبائي ما تنتظرون؟ ألم ...!
ملحوظة : تلك كانت هلوسات وزير ثقافة أصيب بمس من الجنون.
خشم القربة
أبريل 2005
سماؤه
استيقظت فجأة - أو قل كما هي عادتي - في آخر الليل، دفعني قلق لئيم إلى أن أتمشى قليلا في الطرقات الفارغة، طالما كان هناك قمر وأنجم قليلة، وجو معتدل ورغبة في المشي، مررت ببيته عند أول منحنى الطريق، لا شيء غريب، فصوته ما زال بذات العمق وذات الدفء، يحلق حول المكان كسحابة من النشوة والحب والورع مترنما:
يا قريب ...
يا بعيد ...
يا مافي ...
نامعلوم صفحہ