ما يتبقى کل لیلہ من اللیل
ما يتبقى كل ليلة من الليل
اصناف
أنا لا أدخر لك شيئا سوى بقية من المواقف، سوى قليل كبحار العالم كلها، وفيروز سوى الطين الخصب والويكة وسمك التمبيرة، أدخر لك عاطفة ستعصف بي وبك، وتحطم أشرعة اليابسة فترك وترتاح من علة السفر المستحيل، أريدك - والآن - لأنني لا أرغبك، ولأن اشتهاءك آخر طلقة لآخر جندي في آخر معركة فاسدة؛ لأنك طاووس الروح، وناقوس كنائسها، وباخوس حاناتها، ومجدلية مسيحها، ووردة قبلتها؛ لأنك أقل قليلا من يوم القيامة.
استيقظ الآن ... آن أنامه الرهق والجري على الأسفلت ومشابهة الفئران وقنديل الكتابة الحزين، استيقظ الآن جمهور شاهد دموع المسيح على حبر التلمود، وشاهد مريم ولم يعترف.
استيقظ الآن وحش السرير اللئيم الزنيم أكثر قداسة وياسمينا وهلعا، استيقظ الطاسين على المصلبة الباردة وفوران سؤال الصوفي يلح، ويلح، ويلح، ويلح على السوط واللسان، والحاكم، والساكتين، والشعر، والله كائن بالمدينة منذ أن خلقها الله.
قد أشتاق إليك، قد أحبك، قد أشتهيك، قد أساررك، وقد نبتلى بالقصص وحكايا الرقيق وسوق النخاسة، والمهدي المنتظر يطرق باب التجار نقرة نقرة، يحاول حشرهم عبر ثقب الإبرة إلا من أبى. وقد نقضي النهار عند شيخك «البرعي»، أو عند شيخي «كتاب الطواسين». قلت: قد أحبك، غير أني أجزم وأقسم بأن تلك الركعة التي لم تتم تختبئ فيك مراوغة خجلة وعارية مثل هبوب السموم، كل ما يقال عن الحب قد قيل عن الله ليبقى جميلا، وكل ما قيل عنك قاله النور عثمان أبكر في «أوراق الابن العاق» ورقصة رامبو في هرر برسم حبشيتين، ونقطة وطير الحمام.
إن الذي بيني وبينك ليس حبا، إن ما بيني وبينك الأسفلت ومزرعة القطن وبعض الوقت.
خشم القربة
3 / 10 / 2004
صوت الظلام
يمر الظلام خلف القطية الكبيرة على أطراف أصابع رجليه اللينة، يمسك أنفاسه في قسوة لا تخلو من طرفة ومرح، أنا والقط نسمع وسوسة العشب الناضج لأصابعه، أسمع همس الأفكار الشاسعة التي تعصف في عقله بالكلمات الموزونة وعبارات قبرات الليل والصراصير المتمدنة البليدة.
يسمع القط لا شيء، يمر الظلام خلف ألف قطية كبيرة ومزيرة، والجميلة النقية سوف لا تحمل قفاف الحياة وسلال المرح مرة أخرى، يشتاق إليها الدرب وطلائع الليل الغبشاء، كلبان يبحثان في الكوشة المنزوية عند الكمبو الصغير، رد السلام، وتفقد الجيران والأصحاب وأخبار الحواشة، الحزن ... الفجر ... الجان ... سائق الكارو ... مورد الخضار ... يمر الظلام ناعما، أسود، ترقص أجنحته البيضاء، فتثير الورود الناعمة وأشجار اللوسينا العالية المتعالية، تقبل ملائكة قريبات من لعبة الطفل، مثل عصفور ضل بوصلة الطبيعة، كنت وما زلت أجوب البحار عائدا من طروادة روحي ... آه ... آه ...
نامعلوم صفحہ