~~وعلى من وجد بأسبابه، فكانت وزارته في يوم النوروز سنة أربع وثلثمائة إلى يوم قبض عليه سنة وخمسة أشهر وتسعة غشر يوما . وفر ابنه المحسن من ديوان المغرب وكان يليه، فدخل بالقرب منه إلى منزل الحسن بن أبي يعلى كاتب ابن نفيس، فلم يخف أمره فأخذ [115 ب] فجيء به إلى دار السلطانبم ودخل حامد بن العباس بغداد يوم الاثنين لليلتين خلتا من جمادى الأولى عشيأ، افبات في دار نصر الحاجب )التي في دار السلطان ووصل يوم الثلاثاء غدوة إلى دار المقتدر بالله وخلع عليه بعد أن تلقاه الناس من نهر سابس إلى بغداد لم يتخلف عنه أحد.
~~رأى السلطان ومن حوله ضعف حامد بن العباس وكبره، فعلموا أنه لا بد له من معين وأخرج علي بن عيسى من محبسه وأنفذ إلى الوزير حامد ومعه كتابآ من الخليفة إليه يعلمه أنه لم تصرفه عن خيانة ولا لشيء أنكره، ولكنه واصل الاستعفاء فأعفي، وقد أنفذته إليك لتوليه الدواوين وتستخلفه وتستعين به فإن ذلك أجمع لأمرك، وأعون على جميل نيتك، وسلم الكتاب للوزير شفيع المقتدري فتطاول لعلي حين دخل إليه وأجلسه إلى جانبه، وأتى علك منزويا قليلا، وقرأ الرقعة فأجاب عنها بالشكر والقبول، فركب الوزير حامد وعلى بن عيسى إلى الدار فكثر [116ا] دعاء الناس لهما. وولي ابن حماد الموصلي مناظرة ابن الفرات بحضرة شفيع اللؤلؤي فأحضر حامد بن العباس محسن بن علي بن الفرات وموسى بن خلف فطالبهما بالمال وأسرف في ضربهما وعقوبتهما وشتمهما. فقال له موسى بن خلف: أعر الله الوزير، ولا تسن هذا على أولاد الوزراء فإن لك أولادا، فأغاظه ذلك فزاد في عقوبته فحمل بين يديه وتلف. وأوقع بالمحسن، فأمر المقتدر بالله بإطلاق محسن فأطلق فلما بلغ ابن الفرات الخبر أظهر أنه رأى أبا العباس أخاه في النوم كأنه يقول له : أعطهم مالك فإنك تسلم. واستدعى أن يسمع الخليفة منه فأحضره إليه فأمر بأن له قبل يوسف بن فنخاس وهارون بن عمران الجهبذين اليهوديين سبع مائة ألف دينار. فأحضرهما حامد فأقرا بالمال فأخذه منهما. وأقر بمائة ألف دينار له عند بعض أسبابه فأخذت وأخذ قبل ذلك منه نحو مائتي ألف دينار، فكانت الجملة التي أخذت منه ومن أسبابه ألف ألف دينار.
~~وكان السلطان انفذ [116 ب] جمازات إلى الحسين بن أحمد الماذرائى يأموه بالقدوم، فأرجف الناس أن ذلك للؤزارة، وقال قوم : ليحاسب على أعماله. فقدم بغداد للنصف من شهر رمضان سنة ست، وأهدى إلى الخليفة هدايا جليلة، وكذلك إلى السيدة، وحمل مالا
صفحہ 121