128

مدير مكتب الوزير يذكره بأن احتفال جامعة القاهرة بإعطاء درجة الدكتوراه الفخرية للمسيو إدوار هريو سيكون بعد باكر، ويقول له: «ومعاليكم تقدمون ميزانية الوزارة في مجلس النواب بعد ذلك بيوم.» •••

الجامعة تحتفل بمنح درجة الدكتوراه الفخرية لرئيس البرلمان الفرنسي إدوار هريو وقد حضر ليتلقى الدرجة، وحين ينتهي مدير الجامعة من إلقاء كلمته في الاحتفال يقف طه حسين وزير المعارف ويلقي كلمة يقول فيها:

سيدي الرئيس ...

إني سعيد حقا بأن أشارك في هذا الاحتفال الجامعي البسيط، لأعرب لك عما تجده حكومتنا من الغبطة حين تشارك الجامعة المصرية في الترحيب بك والتقدير لك والإعجاب بآثارك الخصبة المتنوعة ...

لقد شاركت، موفقا، في كثير من ضروب البحث العلمي والإنتاج الفني؛ فأنت الأديب الفذ، وأنت المؤرخ الثبت ، وأنت الموسيقى البارع. وساهمت موفقا أيضا في أنواع مختلفة من النشاط العلمي، فأنت المصلح الاجتماعي، وأنت المربي الماهر، وأنت السياسي العظيم.

وإن حبك لمدينتك «ليون» ليضرب به المثل، كما أنك لا تدخر جهدا إلا بذلته في سبيل مجد وطنك الكبير «فرنسا». وأنت بعد هذا الرجل الذي يتجاوز نشاطه وتفكيره حبه مدينته ووطنه إلى الإنسانية كلها، فيعنى بما تحتاج إليه من السلم، وبما تحتاج إليه من تنظيم التعاون السياسي والاقتصادي والعقلي بين الشعوب.

سيدي الرئيس

إن حياتك الخصبة درس قيم للشباب وللشيوخ جميعا، فثق أن هذا الدرس قد فهم في مصر في كثير من الحب والإعجاب. وأذن لي بأن أقدم باسم الحكومة المصرية أصدق التحيات وأخلص الأماني.

ويعود الوزير إلى مقعده بجوار مدير الجامعة ويقول له: «لم أكن مرتاحا وأنا أتحدث باعتباري وزيرا.»

ويرد المدير بقوله: «لقد تحدثت أيضا باعتبارك أستاذا، تحدثت باسمنا جميعا، تحدثت في الواقع باسم مصر.» •••

نامعلوم صفحہ