97

لب مصون

اللب المصون شرح الجوهر المكنون في علم البيان

اصناف

والبعد عن رائحة التشبيه في = لفظ وليس الوجه ألغازا قفي أقول: حسن الاستعارة إنما يكون برعاية جهات حسن التشبيه بأن يكون وجه الشبه شاملا للطرفين والتشبيه وافيا بما علق به من الغرض وبأن لا يشم رائحته لفظا لأن ذلك يبطل الغرض من الاستعارة أعني ادعاء دخول المشبه في جنس المشبه به ولذلك اشترط أن يكون ما به المشابهة بين الطرفين جليا لئلا تصير الاستعارة ألغازا أي كلاما معمى كما لو قيل رأيت أسدا وتريد إنسانا أبخر إذ وجه الشبه بين الطرفين خفي فظهر أن التشبيه أعم محلا إذ كل ما يتأتى فيه الاستعارة يتأتى فيه التشبيه من غير عكس لجواز أن يكون وجه الشبه غير جلي كما في المثال ولا منافاة بين هذا وبين اشتراط عدم ابتذال وجه الشبه أي بأن يكون بعيدا لأن البعد مما يقبل الشدة والضعف فالمراد أن لا يصل بعده إلى الألغاز.

قال: فصل في تركيب المجاز

مركب المجاز ما تحصلا = في نسبة أو مثل تمثيل جلا

وإن أبى استعارة مركب = فمثلا يدعى ولا ينكب

أقول: قسم المجاز المركب إلى قسمين الأول ما تحصل أي تقدم في الاسناد الخبري. الثاني ما استعمل فيما شبه بمعناه الأصلي وكان وجه الشبه فيه هيئة منتزعة من متعدد وهذا يسمى استعارة تمثيلية فقوله أو مثل تمثيل جلا أي ظهر مثل تشبيه التمثيل في الوجه نحو إني أراك تقدم رجلا. وتؤخر أخرى المستعمل في تردد شخص في أمر شبهت صورة تردده في الأمر بصورة من قام يمشي إلى أمر فترك المشي فتارة يقدم رجله وتارة يؤخرها فكل من الطرفين والجامع هيئة منتزعة من متعدد وهذا كما يسمى استعارة تمثيلية يمسى مثلا أيضا، وشرط هذه التسمية فشو الاستعمال في الاستعارة دون التشبيه فقوله ولا ينكب أي لا يحول اللفظ الدال على المشبه لوجوب بقاء الاستعارة على الهيئة التي يستحقها المشبه به.

قال: فصل في تغيير الإعراب

صفحہ 100