وأعلم علم اليوم والأمس قبله فقبله حشو ويكون الإطناب بأمور: منها الإيضاح بعد اللبس أي البيان بعد الإبهام لأن ذلك أوقع في النفس لرؤية المعنى في صورتين أولاهما مبهمة والأخرى موضحة فتتشوق النفس إليه مبهما ويتمكن منها موضحا فقوله لشوق الخ علة للإيضاح بعد اللبس ومنها الإيغال وهو ختم الكلام بما يفيد نكتة يتم الكلام بدونها نحو-اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون- ومعلوم أن الرسول مهتد لكن فيه زيادة حث للإتباع وترغيب في الرسل ومنها التذييل وهو تعقيب جملة بجملة تحتوي على معناها لتأكيد سببه وبين الإيغال عموم من جهة نحو-وقال جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا-وهو قسمان الأول ما جرى مجرى المثل وهو أن تكون الثانية مستقلة بنيل المراد وغير متوقفة على ما قبلها نحو المثال المتقدم. الثاني ما لم يخرج مخرج المثل وهي أن تتوقف الثانية على الأولى في إفادة المراد نحو ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور أي وهل يجازى ذلك الجزاء المخصوص. ومنها التكرير نحو كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كرر لتأكيد الإنذار والردع وأتي بثم للدلالة على أن الثاني أبلغ من الأول ومنها الاعتراض وهو أن يؤتى بجملة فأكثر بين شيئين متلازمين نحو الله تعالى فعال لما يريد. واعلم رعاك الله أنه لا يضيع من قصده والنكتة في الأول التنزيه وفي الثاني الدعاء ومنها التكميل ويسمى الاحتراس وهو أن يؤتى في كلام يوهم خلاف المقصود بما يدفعه نحو أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ومنها التتميم وهوأن يؤتى في كلام لا يوهم خلاف المقصود بفضله لنكتة كالمبالغة في نحو ويطعمون الطعام على حبه مسكينا يجعل الضمير عائدا على الطعام أي على حب الطعام والأحتياج إليه ومنها عطف الخاص على العام لنكتة نحو حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى والنكتة الاهتمام بالمعطوف
قال:
صفحہ 80