الأول: الإشارة إلى الحقيقة من حيث هي نحو: الرجل خير من المرأة، ومنه أل الداخلة على المعرف بفتح الراء نحو: الإنسان حيوان ناطق، إذ التعريف إنما هو للماهية لا للأفراد.
الثاني: الإشارة إلى الحقيقة باعتبار وجودها في بعض الأفراد غير معين كقولك: ادخل السوق حيث لا عهد في الخارج، ومنه قوله تعالى {وأخاف أن يأكله الذئب} وهذا المعرف في المعنى كالنكرة ولذا عومل معاملتها في الوصل بالجملة نحو:
ولقد أمر على اللئيم يسبني
وإن كان في اللفظ يجري عليه أحكام المعارف من وقوعه مبتدأ وذا حال ووصفا للمعرفة وموصوفا بها ونحو ذلك، وإنما قيل كالنكرة لما بينهما من تفاوت ما، وهو أن النكرة معناه بعض غير معين من جملة الحقيقة، وهذا معناه نفس الحقيقة وإنما تستفاد البعضية من القرينة كالدخول والأكل فيما مر، فالمجرد وذو اللام بالنظر إلى القرينة سواء، وبالنظر إلى أنفسهما مختلفان.
الثالث: الإشارة إلى الحقيقة باعتبار وجودها في كل فرد من الأفراد فيفيد الاستغراق نحو {إن الإنسان لفي خسر} بدليل صحة الاستثناء الذي شرطه دخول المستثنى في المستثنى منه لو سكت عن ذكره،
وهو ضربان:
حقيقي: وهو أن يراد كل فرد مما يتناوله اللفظ بحسب متفاهم اللغة نحو {عالم الغيب والشهادة} أي كل غيب وكل شهادة.
صفحہ 48