فقوله ولحقيقة الظاهر أنه متعلق ب"اثبتن" محذوفا ومجاز معطوف بعاطف محذوف ومنسوبين حال من ضمير ورد البارز وللعقل متعلق به أي فيقال حقيقة عقلية ومجاز عقلي، ويصح تعليقه بوردا العائد ضميره للإسناد وألفه للإطلاق، ومنسوبين صفة لهما، وللعقل متعلق به: أي ورد الإسناد إلى حقيقة وإلى مجاز منسوبين للعقل، وقوله أما المبتدأ أي الحقيقة العقلية، وقوله أو مضاهيه: أي مشابهه في الدلالة على الحدث، وفاز من تبتلا: أي أفلح من انقطع إلى مولاه، والتبتل قسمان: تبتل البداية، وهو الانقطاع عن الخلق بالعزلة، وهو وصف المريدين، وتبتل النهاية وهو خلو القلب وانقطاعه عن السوى، وهو وصف الواصلين، وقوله أقسامه الضمير للمبتدأ، ولو نظر للمراد به وهو الحقيقة لأنث الضمير كما هو ببعض النسخ ولم يأت المصنف بأداة حصر ليفيد أن بعض الإسناد ليس بحقيقة ولا مجاز، نحو الإنسان حيوان، لعدم كون المسند فعلا أو ما في معناه.
واعلم أن الحقيقة والمجاز يتصف بهما الإسناد أولا وبالذات واللفظ ثانيا وبالعرض، وبذلك ناسب ذكرهما في فن المعاني الباحث عن أحوال اللفظ التي بها يطابق مقتضى الحال، وقد تبع الأصل في إيرادهما هنا، وفيه نظر يعلم من المطول، وأن الحقيقة تنقسم أربعة أقسام باعتبار الطرفين، لأنهما إما مستعملان في حقيقتهما اللغوية، أو مجازهما، أو المسند إليه في حقيقته والمسند في مجازه أو عكسه، فالأول نحو: خلق الله زيدا، والثاني نحو: أحيا البحر زيدا، تريد أعطى الكريم زيدا، والثالث نحو: أحيا الإله البقل، والرابع نحو: جاء زيد، وأنت تريد غلامه.قال:
والثان أن يسند للملابس = ليس له يبنى ك"ثوب لابس
صفحہ 34