لب مصون
اللب المصون شرح الجوهر المكنون في علم البيان
اصناف
وبدت لنا البغضاء من أفواههم = وصدورهم فيها أذى وحقود والتجريد نفي الملزوم لانتفاء اللازم كقوله تعالى لا يسألون الناس إلحافا أي لا يكون منهم سؤال فلا يكون إلحاف. والاستقلال كناية عن جملة في معناها جمل كجمل الآي كقوله:
وصالكم سد وحبكم قلى = ونصحكم غش وصلحكم حرب
والتهكم إبراز المقصود في صورة ضد استهزاء نحو ذق إنك أنت العزيز الكريم ومقتضى الظاهر إنك أنت الذليل المهان. قال:
تعريض او إلغاز ارتقاء = تنزيل او تأنيس او إيماء
أقول: التعريض أن يميل باللفظ إلى جانب يفهم منه المقصود لا من جهة الوضع الحقيقي ولا المجازي بل من عرض اللفظ أي جانبه كقول السائل لمن يتوقع منه صدقة إني محتاج. والألغاز تعمية المراد أي تغطيته. والارتقاء من الأدنى إلى الأعلى في الوجه المراد نحو لا أبالي بالوزير ولا بالسلطان. والتنزيل عكس الترقي نحو هذا الأمر لا يعجز السلطان ولا الوزير والتأنيس تقديم ما يؤنس المخاطب قبل إخباره بمكروه. والإيماء عند السكاكي الكناية القليلة الوسائط دون خفاء في الملزوم وفرق بين التلويح والرمز والإيماء، بأن التلويح ما كثرت وسائطه، والرمز ما قلت وسائطه مع خفاء في الملزوم كعريض القفاء والإيماء ما قلت وسائطه دون خفاء كطويل النجاد. قال:
حسن البيان وصف او مراجعه = حسن تخلص بلا منازعه
أقول: حسن البيان كشف المعنى وإيصاله للنفس بسهولة، والرصف وضع كل كلمة في موضع يناسبها معنى ولفظا ووجها ولا يتم ذلك على أكمل حال إلا في كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، والمراجعة حكاية التقاول كقوله تعالى قال فرعون وما رب العالمين إلى قوله من الصادقين وحسن التخلص ملاءمة الخروج من فن من الكلام إلى فن آخر ويسمى براعة المخلص.
قال: (فصل فيما لا يعد كذبا)
صفحہ 125