لب مصون
اللب المصون شرح الجوهر المكنون في علم البيان
اصناف
فوالله ما أدري أأحلام نائم = ألمت بنا أم كان في الركب يوشع إشارة إلى قصة يوشع عليه السلام واستيقافه للشمس وكقوله:
لعمرو مع الرمضاء والنار تلتظي = أرق وأحفى منك في ساعة الكرب
إشارة إلى البيت المشهور المستجير بعمرو عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالناروكقولك لشخص تعجل السيادة والتصدر قبل أوانهما لا تعجل تحرم تشير إلى قولهم من تعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه.
قال: (تذنيب في ألقاب من الفن)
من ذلك التوشيع والترديد = ترتيب اختراع أو تعديد
كالتائبون العابدون الحامدون = السائحون الراكعون الساجدون
أقول: التذنيب جعل الشيء ذنابة للشيء وتكميلا له والألقاب الأسماء وما ذكره هنا منه ما يرجع للضرب المعنوي من البديع ومنه ما يرجع للفظي، من ذلك التوشيع وهو ذكر شيء من عجز الكلام مفسرا بمتعاطفين كقوله عليه الصلاة والسلام يشيب ابن آدم ويشب معه خصلتان الحرص وطول الأمل. ومنه الترديد وهو تعليق الكلمة في الفقرة أو المصراع بمعنيين نحو حتى نؤتي مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته كقوله: صهباء لا تنزل الأحزان ساحتها إن مسها حجر مسته سراء ومنه الترتيب وهو ترتيب شيء على آخر لنكتة نحو وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح. ومنه الاختراع وهو الإتيان بتركيب لم يسبق إليه مثل ولما سقط في أيديهم لم يسمع قبل نزوله في القرآن. ومنه التعديد وهو سوق المفردات دون عطف كالتائبون العابدون الحامدون السائحون البيت وكحديث الأسماء الحسنى
قال:
تطريز او تدبيج استشهاد = إيضاح ائتلاف استطراد
اقول: التطريز اشتمال الصدر على جزءين مخبر عنه ومتعلقه والعجز على الخبر مقيدا بمثله كقوله التسبيح في الصلاة نور على نور والتدبيج أن يكون للكلام في معرض مدح أو غيره لونان فصاعدا لقصد الكناية أو التورية كقوله:
صفحہ 122