لب مصون
اللب المصون شرح الجوهر المكنون في علم البيان
اصناف
من راقب الناس لم يظفر بحاجته = وفاز بالطيبات الفانك اللهج وقول سلم: من راقب الناس مات هما وفاز باللذة الجسور وإن كان دونه فمذموم كقول أبي تمام: هيهات لا يأتي الزمان بمثله إن الزمان بمثله لبخيل وقول أبي الطيب: أعدى الزمان سخاؤه فسخا به ولقد يكون به الزمان بخيلا وإن كان مثله فأبعد من الذم والفضل للأول كقول أبي تمام:
لو حار مرتاد المنية لم يجد = إلا الفراق على النفوس دليلا
وقول أبي الطيب:
لولا مفارقة الأحباب ما وجدت = لها المنايا إلى أرواحنا سبلا
وإن أخذ المعنى وحده سمي إلماما وسلخا وقوله وتقسيما فعي أي اضبط تقسيما تقدم آنفا وهو ثلاثة أقسام أيضا وأمثلتها بالأصل.
قال: (السرقة الخفية)
وما سوى الظاهر أن يغيرا = معنى بوجه ما ومحمودا يرى
لنقل أو خلط شمول الثاني = وقلب او تشابه المعاني
أحواله بحسب الخفاء = تفاضلت في الحسن والثناء
أقول: هذا هو القسم الثاني وهو السرقة الخفية وهو أن يغير المعنى بوجه لطيف بحيث لا يظهر أنه مسروق إلا بعد تأمل وهو محمود وتغيير المعنى من وجوه: منها نقله وهو أن ينقل المعنى إلى محل آخر كقول البحتري:
سلبوا وأشرقت الدماء عليهم = محمرة فكأنهم لم يسلبوا
وقول أبي الطيب: يبس النجيع عليه وهو مجرد من غمده فكأنما هو مغمد ومنها أن يضاف إلى المعنى ما يحسنه وهو المراد بالخلط كقول الأفوه: وترى الطير على آثارنا رأي عين ثقة أن ستمار
وقول أبي تمام:
وقد ظللت عقبان أعلامه ضحى =بعقبان طير في الدماء نواهل
أقامت على الرايات حتى كأنها= من الجيش إلا أنها لم تقاتل
ومنها أن يكون معنى الثاني أشمل كقول جرير:
إذا غضبت عليك بنو تميم = وجدت الناس كلهم غضابا
وقول أبي نواس:
ليس على الله بمستنكر =أن يجمع العالم في واحد
ومنها القلب وهو أن يكون معنى الثاني نقيض معنى الأول كقول أبي الشيص:
أجد الملامة في هواك لذيذة = حبا لذكرك فليلمني اللوم
وقول أبي الطيب:
صفحہ 119