109

لب مصون

اللب المصون شرح الجوهر المكنون في علم البيان

اصناف

والقول بالموجب قل ضربان = كلاهما في الفن معلومان أقول: ذكر في هذا البيت نوعا واحدا وهو القول بالموجب وبسط الكلام فيه في كتب الأصول وهو ضربان: أحدهما أن تقع صفة في كلام الغير كناية عن شيء أثبت له حكم فتثبتها لغيره من غير تعرض لثبوته له وانتفائه عنه نحو يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين فالأعز صفة وقعت في كلام المنافقين كناية عن فريقهم والأذل كناية عن المؤمنين وقد أثبت المنافقون لفريقهم إخراج المؤمنين من المدينة فأثبت الله تعالى تلك الصفة التي علقوا عليها الحكم لغير فريقهم وهو الله ورسوله والمؤمنون ردا عليهم ولم يتعرض لثبوت حكم الإخراج لمن أثبت لهم العزة ولا لنفيه عنهم لأن الغرض إنما هو إبطال دعواهم إثبات الحكم المعلق على تلك الصفة لأنفسهم. الثاني حمل لفظ وقع في كلام الغير على خلاف مراده مما يحتمله بذكر متعلقه كقوله:

قلت ثقلت إذ أتيت مرارا = قال ثقلت كاهلي بالأيادي

فحمل لفظ ثقلت الذي وقع في كلام الغير على خلاف مراده مما يحتمله بأن ذكر متعلقه الذي هو الأيادي ومنه: ما إذا قال لك شخص أنا أعلم منك فتقول بطرق الضلال.

قال:

والاطراد العطف بالآباء = للشخص = مطلقا على الولاء

أقول: ذكر في هذا البيت نوعا واحدا وهو الإطراد وحقيقته أن تأتي بأسماء الممدوح أو غيره وآبائه على ترتيب الولادة من غير تكلف كقوله:

إن يقتلوك فقد ثللت عروشهم = بعببة بن الحارث بن شهاب

وثللث هدمت يقال ثل الله عروشهم أي هدم ملكهم والمثلول المهذوم ومنه قوله عليه الصلاة والسلام«الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن اسحق بن إبراهيم».

قال: (الضرب الثاني:اللفظي)

منه الجناس وهو ذو تمام = مع اتحاد الحرف والنظام

صفحہ 112