اللباب في علوم الكتاب
اللباب في علوم الكتاب
ایڈیٹر
الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض
ناشر
دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان
ایڈیشن
الأولى، 1419 هـ -1998م
ويجوز أن يكون الكلام [على ظاهره] من غير تقدير حذف.
ونسبة «الملك» والملك «إلى الزمان في حق الله - تعالى - غير مشكلة، ويؤيده ظاهر قراءة من قرأ:» ملك يوم الدين «فعلا ماضيا، فإن ظاهرها كون» يوم «مفعولا به والإضافة على معنى» اللام «، لأنها الأصل.
ومنهم مضن جعلها في هذا النحو على معنى» في «مستندا إلى ظاهر قوله تبارك وتعالى: {بل مكر الليل والنهار} [سبأ: 33] قال: المعنى» مكر في الليل «إذ الليل لا يوصف بالمكر، إنما يوصف به العقلاء، فالمكر واقع فيه.
والمشهور أن الإضافة: إما على معنى» اللام «وإما على معنى [من] ، وكونها بمعنى» في «غير صحيح.
وأما قوله تعالى:» مكر الليل «فلا دلالة فيه؛ لأن هذا من باب البلاغة، وهو التجوز في أن جعل ليلهم ونهارهم ماكرين مبالغة في كثرة وقوعه منهم فيهما؛ فهو نظير قولهم: نهاره صائم، وليله قائم؛ وقول الشاعر في ذلك البيت: [البسيط]
54 -
أما النهار ففي قيد وسلسلة ... والليل في بطن منحوت من الساج
لما كانت هذه الأشياء يكثر وقوعها في هذه الظروف، وصفوها بها مبالغة في ذلك، وهو مذهب مشهور في كلامهم.
و «اليوم» لغة: القطعة من الزمان، أي زمن كان من ليل ونهار؛ قال الله تبارك وتعالى: {والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق} [القيامة: 29 و30] وذلك كناية عن احتضار الموتى، وهو لا يختص بليل ولا نهار. وأما في العرف: فهو من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
وقال الراغب: «اليوم» يعبر به عن وقت طلوع الشمس إلى [غروبها] .
وهذا إنما ذكروه في النهار لا في اليوم، وجعلوا الفرق بينهما ما ذكرت، وقد يطلق اليوم على الساعة، قال تبارك وتعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} [المائدة: 3] ، وربما عبر عن الشدة باليوم، يقال يوم أيوم؛ كما يقال: ليلة ليلاء. ذكره القرطبي رحمه الله تعالى. و «الدين» مضاف إليه أيضا، والمراد به - هنا - الجزاء؛ ومنه قول الشاعر: [الهزج]
55 -
ولم يبق سوى العدوا ... ن دناهم كما دانوا
صفحہ 191