Linguistic Beauty in Texts from Revelation - Book
لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - كتاب
ناشر
دار عمار للنشر والتوزيع
ایڈیشن نمبر
الثالثة
اشاعت کا سال
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣ م
پبلشر کا مقام
عمان - الأردن
اصناف
وقال: ﴿فَذَرْهُمْ يَخُوضُواْ وَيَلْعَبُواْ حتى يلاقوا يَوْمَهُمُ الذي يُوعَدُونَ * يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأجداث سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ * خاشعة أبصارهم تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ اليوم الذي كَانُواْ يُوعَدُونَ﴾ .
فجو السورة والسياق في الكلام على يوم الدين، وختم السورة بالكلام عليه، فكان مناسبًا لأن يَخصَّهُ بالذِّكْرِ من بين أركانِ الإيمان الأخرى، فقال: ﴿والذين يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدين﴾ .
ثم قال: ﴿والذين هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ﴾ .
وذكرُ الإشفاق من العذاب مناسبٌ لجو السورة أيضًا، فإن السورة مشحونةٌ بذكر العذاب والكلام عليه فقد بُدئت السورةُ به وخُتمت به، فقال في أول السورة: ﴿سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ﴾، وقال في خاتمتها: ﴿خاشعة أبصارهم تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ﴾ كما ذكر فيها مشهدًا آخر من مشاهد العذاب، فقال: ﴿يَوَدُّ المجرم لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ التي تُؤْوِيهِ * وَمَن فِي الأرض جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ * كَلاَّ إِنَّهَا لظى * نَزَّاعَةً للشوى * تَدْعُواْ مَنْ أَدْبَرَ وتولى * وَجَمَعَ فأوعى﴾ .
فاختيار الإشفاق من العذاب أنسبُ اختيارٍ ههنا.
ولا شك أن الذين يصدّقون بيوم الدين، ويخشون عذاب ربهم مستثنَون معافَون من صفة الهلع. فالتصديقُ بيوم الدين مُدْعاةٌ للطمأنينة والأمن في النفوس، فهو يصبر إذا مَسَّهُ الشر احتسابًا لأجرِ ذلك عند الله، وأنه سيعوضه خيرًا مما فقد أو مما ابتُليَ به، وإذا مسه الخير، لا يمنع، لأن الله سيعطيه أضعافَ ما يعطي.
1 / 161