148

Linguistic Beauty in Texts from Revelation - Book

لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - كتاب

ناشر

دار عمار للنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الثالثة

اشاعت کا سال

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣ م

پبلشر کا مقام

عمان - الأردن

اصناف

واستعمالُ الجمع مع المحافظة أنسبُ شيء للدلالة على المحافظة عليها بأجمعها. وقد جيء بالفعل المضارع، فقال: ﴿والذين هُمْ على صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾، بخلاف ما مَرَّ من الصفات للدلالة على التجدد والحدوث، لأن الصلوات لها مواقيت وأحوال تحدث وتتجدد فيها فيصلى لكل وقت وحالة، فليس فيها من الثبوت ما في الأوصاف التي مرت، فهناك فرق مثلًا بينها وبين قوله: ﴿الذين هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾، لأن الخشوع ينبغي أن يكون مستمرًا ثابتًا في الصلاة لا ينقطع، فهو صفة ثابتة فيها. وكذلك قوله: ﴿والذين هُمْ عَنِ اللغو مُّعْرِضُونَ﴾ فإنه ينبغي أن يكون الإعراض عن اللغو دائمًا مستمرًا لا ينقطع، وكذلك قوله: ﴿والذين هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ﴾ فإن حفظ الفروج ثابت دائم. وأما العطف بالواو في كل صفة من هذه الصفات، فللدلالة على الاهتمام بكل صفة على وجه الخصوص، وهذا ما تفيده الواو من عطف الإخبار والصفات. وكذلك ذكر الاسم الموصول مع كل صفة، فإنه يدل على الاهتمام والتوكيد، فإنه لم يقل مثلًا: (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون، وعن اللغو معرضون وللزكاة فاعلون ... إلخ) بل كَرَّرَ الموصول مع كل صفة للدلالة على توكيد هذه الصفات، وأهمية كل صفة. جاء في (تفسير فتح القدير): "وكرر الموصولات للدلالة على أن كل وصف من تلك الأوصاف لجلالته، يستحق أن يستقل بموصوف متعدد. ثم قال بعد ذلك:

1 / 152