١. روي أنه ﷺ ولد مسرورًا (١) مختونًا، واستدلوا على هذا بما روي عن النبي ﷺ أنه قال: "من كرامتي على ربي أني ولدت مختونًا" قد ورد في هذا أحاديث، اختلف العلماء الحفاظ في الحكم عليها. قال الحاكم (٢): وقد تواردت الأخبار أن رسول الله ﷺ ولد مختونًا مسرورًا إلخ، علّق عليه الحافظ الذهبي في "تلخيص المستدرك" بقوله: ما أعلم صحة ذلك فكيف يكون متواترا؟ وحكى الحافظ زين الدين العراقي (٣) أن الكمال بن العديم ضعف هذه الأحاديث، وقال: لا يثبت في هذا شيء، وأقره عليه، وبه صرح ابن القيم في الهدي النبوي (٤) . وذهب إليه السيد سليمان الندوي ونقل عنه أنه قال: ليس هذا من خواصه ﷺ، فإن كثيرا من الناس يولد مختونا، واكتفى بذلك. هكذا كان منهجهما في تحقيق الروايات، لكنهما أخذا في الأحداث العامة من كتب السير حتى من كتاب الواقدي أيضًا، وسأشير إليه عند كلامنا على الواقدي. الملاحظات على الكتاب بعد دراسة هذا الكتاب الجليل وجدنا بعض الملاحظات عليه، وهذا لاينقص من مكانته، ولكن رأيت من الواجب أن أشير إليها ولو باختصار. _________ (١) مسرورًا: أي مقطوع السرّة. (٢) "المستدرك" (٢/٦٠٢) . (٣) انظر: "شرح الزرقاني على المواهب" (١/٢٣٣)، ودلائل النبوة لأبي نعيم (١/١٩٢) . (٤) انظر: "زاد المعاد" (١/٨٠) .