كنت أظن أني أحب الحياة، فإذا بي أحبك أنت لا الحياة، فلما غبت عني أصبحت الحياة في نظري شيئا تافها لا قيمة له، وما هذه الحياة؟
نسير فيها من الطفولة إلى الشيخوخة، من الصحة إلى المرض، من الازدهار إلى الذبول، من النشاط إلى الكلال، من الأمل إلى اليأس، من السرور إلى الكآبة، من الحياة إلى الموت.
أول يوم في الحياة هو أول خطوة إلى الموت. فإذا كنا نخاف من الموت فالأولى أن نخاف من الحياة؛ لأنها مجلبة الموت، وإذا بكينا لفراق الأحباء فالأولى أن نبكي من اليوم الأول لأن هذا الفراق واقع لا محالة.
3
كنت سروري، وكنت عزائي.
كان سروري مزدوجا: سروري بك، وسروري لك.
أما سروري بك فلأنك كنت لي غاية بغيتي من هذه الدنيا.
وأما سروري لك فكان حين أوفق فأدخل شيئا من السرور على نفسك.
كان عزائي بك عظيما.
إذا سعيت فأخفقت، إذا اقتنيت فخسرت، إذا نظرت إلى الدنيا فلم تعجبني، إذا توالت علي المصائب عن يميني وعن شمالي، كنت ألجأ إليك، فأتعزى.
نامعلوم صفحہ