134

Lessons of Sheikh Ahmad Fareed

دروس الشيخ أحمد فريد

اصناف

قصة قارون تمثل قصة كل من اغتر بالدنيا وتعلق بزخرفها هذه القصة هي قصة المال الذي يطغي صاحبه، والذي لا يعترف صاحبه بأن الله ﷿ أنعم عليه به، فلا يؤدي زكاة ماله، ولا يشكر ربه ﷿، ولا يستعمله في طاعة الله ﷿، بل يتكبر به على عباد الله، ويبغي به على عباد الله ﷿، ويحسن الظن بنفسه، يظن أنه بمهارته وأنه بذكائه وأنه بسعيه حصل هذا المال، فيقول: أنا رجل عصامي، ما ورثت هذا المال بل اكتسبته بجهدي ومهارتي، لا يعترف بأنه نعمة من عند الله ﷿، فكلما ازداد ماله يزداد كبرًا ويزداد بغيًا ويزداد عجبًا بنفسه. ثم هي قصة الدنيا التي تزهو وتعجب الناظرين، فيتمنى الناس ما في هذه الدنيا من زينة ثم عاقبة هذه الدنيا الزائفة إلى الفناء وإلى الزوال كما قال ﷿ عن قارون: ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ﴾ [القصص:٨١]. ولكن أهل العلم لا يغترون بزينة الدنيا، ويعلمون أن الآخرة هي الحيوان، وأن الدنيا عرض زائل. قصة قارون التي قصها الله ﷿ علينا في كتابه في خاتمة سورة القصص بقوله ﷾: ﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى﴾ [القصص:٧٦]، قيل: كان ابن عم موسى، وقيل: كان عمه لأبيه وأمه، وهناك قول: بأنه كان من قومه الذين أرسل بالدعوة إليهم؛ أي: كان من قبط مصر، فآتاه الله ﷿ ﴿مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ﴾ [القصص:٧٦]؛ أي: أن مفاتيح الكنوز تثقل على الجماعة الكبيرة ذات القوة أن يحملوها، وقيل: خزائنه تنوء بالعصبة أولي القوة.

16 / 3