============================================================
مكتبة القاهرة بهم ثم مكثت أياما ودخلت عليه فقال: ما حال ذلك الوسواس؟ فقلت على حاله فقال: إن كنت لا تترك الوسوسة فلا تعد تأتينا، فشق ذلك على وقطع الوسواس عنى: وكان ظي يلقن للوسواس سبحان الملك الخلاق إن يشأ يذهبكم ويأتى يخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز، وعملت قصيدة أمدحه بها مذكورة فى آخر هذا الكتاب فقال حين أنشدت أيدك الله بروح القدس ثم عملت قصيدة أخرى بإشارته جوا بالقصيدة مدحه بها انسان من بلار أخميم وسيأتى فى آخر الكتاب ذكرها، فلما قرئت عليه، قال: هذا الفقيه حبنى وبه مرضان وقد عافاد الله منهما ولا بد أن يجلس ويتحدث فى العلمين يشير إل مرض الووة فلقد انقطع بركات الشيخ حتى صرت أخاف أن اكون لشدة التوسعة التى أجدها قد تساهلت فى بعض الأمور، والمرض الآخر كان بى آلم براسى فشكوت ذلك إليه، فدعا الله لى فعافانى وشفانى، وبت ليلة من الليالى مهموما فرأيت الشيخ فى المنام فشكوت إليه ما أتا فيه، فقال: اسكت والله لأعلمتك علما عظيما فلما انتبهت أتيت إلى الشيخ فقصصت عليه الرؤيا فقال: هكذا يكون إن شاء الله تعالى وجاء يوما من السفر فخرجتا لقائه، فلما سلمت عليه، قال: يا أحمد كان الله لك ولطف بك وسلك بك سييل آوليائه وبهاك بين خلقه، فلقد وجدت بركة هذا الدعاء .
وعلمت أنه لا يمكننى الانقطاع عن الخلق وإنى مراد بهم لقوله وبهاك بين خلقه، وكنت أنا لأمرد من المنكرين، وعليه من المعترضين لا لشىء سمعته منه صح نقله حتى جرت بينى مقالة وبين أصحابه وذلك قبل صحبتى إياه، وقلت لذلك الرجل ليس إلا أهل العلم الظاهر، وهؤلاء القوم يدعون أمورا عظيمة وظاهر الشرع يأباها، فقال ذلك الرجل بعد أن صحبت الشيخ : تدرى ما قال لى الشيخ يوم تخاصمنا؟ قلت: لا، قال دخلت عليه فأول ما قال لى هؤلاء كالحجر ما أخطاك مته خير مما أصايك، فعلمت أن الشيخ كشف بأمرنا، ولعمرى لقد صحبت الشيخ اثنى عشر عاما فما سمعت منه شيئا ينكره ظاهر العلم من الذى كان ينقله عنه من يقصد الأذى : وكان ببب اجتماعى به أن قلت فى نفمى بعد أن جرت المخاصمة بينى وبين ذلك الرجل: دعنى أذهب أنظر إلى هذا الرجل فصاحب الحق له أمارات لا يخفى شأنه، فأتيت إلى مجلسه فوجدته يتكلم فى الأنفاس التى أمر الشارع بها، فقال: الأول إسلام، والثانى: ايمان والتالث: إحسان، وإن شنآت قلت الأول: عبادة والثانى: عبودية، والثالث: عبودة، وإن شنت قلت: الأول: شريعة، والثانى: حقيقة، والثالث: تحقق، أو نحو ذلك،
صفحہ 75