============================================================
مكتبة القاهرة بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة المحقق الحمد لله الذى أرل روله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا، وأشهد أن محمدا عيده ورسول، اللهم صلى عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه ودعا بدعوته وسلم تسليما كثيرا آما بعد: ان التصوف الإسلامى السنى الخالص إيجابى لا سلبى فيأخذ طالبه والسالك فيه بأسباب الدنيا وأسباب الآخرة ويجمل ممارمته بالعلم والعمل والحال عاملا نافعا بجسده فى الدنيا وبتيته مستقبلا للآخرة، وأما قلبه فيكون دائما مع الله إبتغاء لرضاته، وطلبا لرضوانه: وبهذا وذاك يكون التصوف الحق زاد لقلوب الصديقين وشعارا لعباد الله الصالحين وذلك لأن الصوفى الحق إذا رأيته أو عاشرته او عاملته أو جاورته أو صاحبته علمت أنه رجل دائب الفكر كثير الذكر دائم العبرة غزير الحكمة محب للعلم، كاره للجدل، وهر قليل المنازعة فى الأمور سهل المراجعة للصواب، وهمته دائما محصورة فى البحث عن الحق ولو ظهر على لسان غيره من الخلق، وأنه وراء ذلك أوسع الناس صدرا او أقبلهم له عذرا والينهم للحق قيادا وأصعبهم على الباطل مراسا. وأعزهم نفسا، وأعفهم شخصا: واكثرهم ودا، وأعمقهم حبا: وأدومهم مثابرة وصبرا وأوفاهم عهدا وأكثرهم أدبا، إن ضحك تبسم وازا غضب لا بتجهم: وإن تجهم فيو رؤوف بمن يماديه ووصول لمن يواليه، 7 يخوض فى أمر لا يعنيه: ولا يدعى آبدا ما ليس فيه: وهو ورع عن الشبهات، وميفف للمحرمات، وصائن للحرمات، وحافظ للأوقات، ولا سيما مواقيت العبادات وأخها الصلوات وتلك الأخلاق كلها فى حقيقتها اقتباس من أخلاق رول الله الذى وصنه الله تعالى فى كتابه الكريم بقوله فر وإنك لعلى خلق عظيم ) وبعد الرسول كانت أخلاق الصحابة والتابعين وتابعى التابعين رضوان الله عليهم أجمعين
صفحہ 3