وأتم أيضا في مقابلة ما أحدثته أنواع الفقراء من الأحمدية (أتباع أحمد الرفاعي البطائحي وسموا أيضا بالبطائحية)، والحريرية (فرقة صوفية)، من إظهار شعار المكاء والتصدية (المكاء صوت القطط، والتصديد: التصفيق وكان كفار قلة يطوفون بالبيت ويصفقون ويصفرون في طوافهم، وشبه الشيخ الصوفية بذلك لأن أذكارهم برفع الأصوات لقولهم هوهو. تكون كالمكاء أو النباح ولأنهم يصفقون في أذكارهم ويتمايلون ويصرخون)، ومؤاخاة النساء والصبيان، والأعراض عن دين الله إلى خرافات مكذوبة عن مشايخهم، واستنادهم إلى شيوخهم وتقليدهم في صائب حركاتهم وخطئها، وإعراضهم عن دين الله الذي أنزله من السماء. فأنتم بحمد الله تجاهدون هذا الصنف أيضا كما تجاهدون من سبق. حفظتم من دين الله ما أضاعوه. وعرفتم ما جهلوه تقومون من الدين ما عوجوه، وتصلحون ما أفسدوه.
وأنتم أيضا في مقابلة رسمية الصوفية والفقهاء، وما أحدثوه من الرسوم الوضعية، والآصار الابتداعية، من التصنع باللباس، والاطراق والسجادة لنيل الرزق من المعلوم، ولبس البقيار، والاكمام الواسعة في حضرة الدرس، وتنميق الكلام، والعدو بين يدي المدرس راكعين، حفظا للمناصب، واستجلابا للرزق والادرار.
فحفظ هؤلاء في عبادة الله غيره، وتألهوا سواه. ففسدت قلوبهم من حيث لا يشعرون. يجتمعون لغير الله بل للمعلوم، ويلبسون للمعلوم وكذلك في أغلب حركاتهم يراعون ولاة المعلوم. فضيعوا كثيرا من دين الله وأماتوه. وحفظتم أنتم ما ضيعوه، وقومتم ما عوجوه.
وكذلك أنتم في مقابلة ما أحدثته الزنادقة من الفقراء والصوفية من قولهم بالحلول والاتحاد، وتأله المخلوقات. كاليونسية، والعربية، والصدرية، والسبعينية، والتلمسانية. فكل هؤلاء بدلوا دين الله تعالى وقلبوه. وأعرضوا عن شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
صفحہ 81