لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ
لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ
ناشر
دار الكتب العلمية
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤١٩ هـ- ١٩٩٨ م
پبلشر کا مقام
بيروت-لبنان
جار فاختاروا له ما اختار الله تعالى واسلوه بما تسلى به الإمام أبو الوفاء بن عقيل عن ولده فقصته في كتاب الثبات عند الملمات من تصانيف ابن الجوزي وسيدي هو الذي أفادني النظر فيه والانتفاع به ولله در القائل:
جاورت أعدائي وجاور ربه ... شتان بين جواره وجواري
والشعر لأبي الحسن التهامي من مراثي ولده أبي الهيجاء ويقال: إنه رئي بعد موته فقال: غفر لي بهذا الشعر فالحمد لله رب العالمين وإنا لله وإنا إليه راجعون اللهم ارفع درجته في عليين واخلفه في عقبه وعد عليه وعلينا بفضل رحمتك يا أرحم الراحمين والله تعالى يعلم أن الحزن مشترك والعزاء واحد وأرجو أن الله ﷾ قد أعظم لكم الأجر ووفر الذخر وأقر أعينكم له بما هو خير له إن شاء الله تعالى. ثم وقفت له على مكاتبات بليغة إلى صاحبنا الفقيه موفق الدين علي بن إبراهيم الأبي منها جواب عن كتاب كتبه إليه يذكر له مرض زوجه وأنها على خطر فكتب: قد والله عز علي ما ذكرتم من مرض الأهل حتى قلتم لم يبق تعني قول الشاعر:
لم يبق إلا نفس هافت ... ومقلة إنسانها باهت
الحمد لله على هذا وإليه تصير الدنيا وأهلها على كل حال ما للإنسان بد من الله ولا فضل خير إلا من الله تعالى وما يكره الإنسان الموت إلا لمن ألف من هذه الهوى وإلا فما يكره الإنسان بالوصول إلى من لا يجد الخير إلا منه فالله ﵎ يجعل الموت راحة لنا من كل شر ويوصلنا به إلى كل خير وما أحسن الدعوة الشريفة النبوية اليوسفية حين بلغ أقصى مطالب الدنيا فأتاحت نفسه إلى المطلب الأسنى فقال ﵊: "اللهم توفني مسلما وألحقني بالصالحين" وأظنه والله ﷾ أعلم يعني بالصالحين الرفيق الأعلى الذي سأله إياه سيد المرسلين عند انقضاء نصيبه من الدنيا وحين أصيبت به الأحياء فقال: "الرفيق الأعلى" فنسألك الله أن تلحقنا بذلك الرفيق وتجعلنا من خير فريق. ومنها كتاب يصف فيه حاله وقد زهد في صحب الملك وأعوانه لما قدموا عليه من قال فيه الطغرائي:
تقدمتني أناس كان سعيهم ... وراء خطوبي إذ أمشي على مهل
وقد نالوا منه قولا من الزور وحسدوه على كثير من "عمله المبرور" ونصره الله ﵎ عليهم وجمل أحواله وصارت الرعية مراعية أقواله وأفعاله فكان من جملة مكاتبته أن قال: والله ما يسوء في ذلك لعلمي بما لي عند الله ﷿ وما الله أشك أن ذلك لما علمه الله تعالى من تقصيري فأراد الله ﷾ إثبات حسنات لم أعملها بما سبق من إحسانه كما فعل ذلك لأوليائه هذا حالي مع من الدنيا في يده والأسباب والرياسة مع أني قنعت بلا شيء وما زاحمت على شيء من وظائفهم ولا أرزاقهم وبالله يا أخي إذا دعوت الله
1 / 198