أجابه جورج: «نحن نحبك تماما كما تحبنا أيها العم توم. لقد علمتني كل شيء أعرفه - أن أسبح وأمتطي الحصان وكل شيء - كما تصنع لي طائرات ورقية أفضل من أي شخص آخر.»
ضحك العم توم وقال: «هذا فتاي! لكنني يا سيدي جورج لم أواجه أبدا صعوبة في صنع ذيول هذه الطائرات الورقية كما أواجه صعوبة في رسم ذيل الحرف
g
الغريب هذا. إنني فقط لا أتذكر كيف كنا نرسم ذيله.»
قال الصبي: «ليس بهذا الشكل أيها العم توم؛ ليس بهذا الشكل.» بينما رسم العم توم ذيل الحرف بطريقة خاطئة. واستكمل جملته قائلا: «بهذه الطريقة كتبت الحرف
q . ألا ترى؟»
قالت العمة كلوي بإعجاب: «بحق السماء، أترى أيها الصبي؟! ليس هناك أطفال في مثل ذكائه! لقد أعددت شيئا رائحته رائعة يا عزيزي؛ رائحته في غاية الروعة!» «حسنا أيتها العمة كلوي؛ إنني جائع أكثر من ذئب يتضور جوعا! كيف الحال أيها العم توم؟»
كانت أصابع الرجل السوداء الكبيرة تتحرك بشكل أخرق بينما أجاب توم: «سأصبح أفضل من كتب بيده يوما.»
وقال جورج: «أيتها العمة كلوي، لقد كنت أتباهى بك أمام العم توم لينكوم. كنت أقول له إن طباخه لا يمكن أن يضاهيك.»
جلست العمة كلوي في كرسيها، وراحت تضحك كثيرا من روح الدعابة التي يتحلى بها سيدها الصغير، وظلت تضحك حتى تدحرجت دموعها على خديها الأسودين اللامعين، وبينما هي كذلك كان يتخلل ضحكها جمل من قبيل «سيد جورج» و«يا لك من فتى!» مخبرة إياه مازحة أنه حالة يخشى منها وأنه ربما يقتلها، بل من المؤكد أنه سيقتلها يوما ما. وبين كل توقع وآخر من هذه التوقعات كانت تغرق في نوبة ضحك كبيرة، وكل نوبة منها أطول وأقوى من الأخرى، حتى بدأ جورج يظن فعلا أنه بارع في إطلاق الدعابات إلى حد كبير، وأنه من الأفضل أن يكون حذرا في حديثه «بطريقة هزلية قدر ما أمكنه.» «أهكذا قلت لتوم؟ أكنت تتباهى هكذا في وجهه؟ يا إلهي! سيدي جورج، يمكنك أن تجعل حتى الحشرات تضحك!»
نامعلوم صفحہ