قالت إيفا: «ألا تعتقدين ذلك؟»
قالت توبسي بينما بدأت تطلق الصفير: «لا، لا يمكنها أن تتحملني؛ لأنني زنجية. إنها تفضل أن يلعقها ضفدع! لا يمكن لأحد أن يحب الزنوج، ولا يمكن للزنوج فعل شيء حيال ذلك! لا يهمني.»
قالت إيفا في تفجر مفاجئ للمشاعر: «أوه، توبسي، أيتها الطفلة المسكينة، أنا أحبك!» ثم وضعت يدها البيضاء النحيلة الصغيرة على كتف توبسي واستطردت: «أحبك؛ لأنك لم تحصلي على أب أو أم أو أصدقاء؛ لأنك طفلة مسكينة أسيء معاملتها! أحبك وأريدك أن تكوني فتاة صالحة. أعتقد أنني لن أعيش طويلا، ويحزنني حقا أن تكوني بهذه الشقاوة. أتمنى لو تحاولين أن تكوني فتاة صالحة؛ لأجلي. لن يطول وقت وجودي معك.»
امتلأت عينا الطفلة السوداء المستديرتان الحادتان بالدموع، فتساقطت قطرات كبيرة من الدموع على وجنتيها، واحدة تلو الأخرى ثم سقطت على يد إيفا البيضاء، ثم وضعت توبسي رأسها بين ركبتيها وراحت تنتحب.
قالت إيفا: «أيتها المسكينة توبسي! ألا تعرفين أن السيد المسيح يحب الجميع على حد سواء؟ إنه على استعداد لأن يحبك كما أحبك أنا. إنه يحبك بقدر ما أحبك. وسيساعدك لأن تكوني صالحة، ويمكنك أن تذهبي إلى الفردوس في النهاية وأن تصبحي ملاكا إلى الأبد، تماما كما لو كنت بيضاء البشرة. فكري في الأمر فقط يا توبسي! يمكنك أن تكوني إحدى تلك الأرواح الزكية التي يغني العم توم عنها.»
قالت الطفلة: «أوه، عزيزتي السيدة إيفا! سأحاول، سأفعل؛ لم أهتم لهذا الأمر من قبل قط.»
ترك سانت كلير الستارة في تلك اللحظة وقال: «يذكرني ذلك بأمي.»
قالت إيفا بعد بضعة أيام: «أمي!» كانت في سريرها الأبيض الصغير الآن، وكان والدها الذي يحبها كثيرا أكثر من نفسه ومن حياته قد أجبر على الاعتراف بأن بقاءها معه لن يدوم طويلا. وكانت أمها مشغولة باعتلالها وحالتها المرضية كثيرا، لدرجة أنها لم تلاحظ أن الملاك ذا الجناحين الرماديين كان ينتظر الطفلة.
قالت إيفا بصوتها العذب الرنان: «أمي! أريد أن أقص جزءا كبيرا من شعري؛ أرجوك اسمحي لي بذلك.»
قالت ماري متفاجئة: «لماذا؟» «أريد أن أعطيه لأصدقائي بنفسي فيما ما زلت هنا. أرجوك اطلبي من عمتي أن تقص شعري.» دخلت السيدة أوفيليا ونظرت إلى الطفلة في استغراب.
نامعلوم صفحہ