============================================================
لما عرض له فى ذلك ويعلم أنه ذنب عظيم من الذنوب ، وأن التوبة لاتكون إلا بالاقلاع عنه حتى يرضى مارضوه ويسخط ما سخطوه، ويحب ما أحبوه ويكره ما كرهوه ، ويعتقد ذلك قولا وفعلا ونية وعملا ولو كان ذلك فيه حتف نفسه واستهلاك أهله وماله وولده، ويسلم لهم فى كل الأمور تسليم مطيع لا تسليم مجبور ، يعلم أنه إن لم يفعل ذلاك وخالفه أو شيئا منه لم يكن [6 ب] مؤمنا لقول الله جل من قائل وفلا وربك لا يؤمنون حتى 1 يحكموك فيما شجر ينهم ثم لا يحدوا فى أنفسهم حرجا بما تضيت ويسلوا تسليما (1)، فهذا فرض من الله جل ذكره على المؤمثين لرسوله الذى قرن طاعته بطاعته وطاعة الائمة بطاعته ، وجعلهم الخلف للأمة من بعده صلى الله عليه وعلى الائمة من ذريته الابرار المصطفين الاخيار . فعلى هذا الوزن والترتيب يلزم فى الفرض الموجب من التعزير والتوقير والطاعة والتسليم بالنية والقول والعمل والقبول لكل إمام على أهل عصره ما كان يجب منه لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله على أهل زمانه ودهره ، وإن كانت درجة النبوة أعلى وأجل وفوق درجة الإمامة، وفضل الأنبياء أعظم من فضل الاثمة فإن الطاعة واحدة موصولة قد قرنها الله تعالى بطاعته وهو أعلى وأجل من جميع خلفه ولا يقاس بشىء من عباده فلم يقبل من مطيع طاعته إلا بطاعة من افترض عليه طاعته من أوليائه ، ولم يدخل فى جملة المؤمنين به إلا من سلم لمن أمر بالنسليم إليه من أصفيائه . وفيما ذكرناه فى هذا الباب ما فيه كفاية لأولى [17) النهى والالباب اذا تدبره من وفق لفهمه حق تدبره إن شاء الله (1) سورة النساء 15/4
صفحہ 41