کتاب فیہ مسائل

امام قاسم رسی d. 246 AH
98

کتاب فیہ مسائل

كتاب فيه مسائل عن القاسم بن إبراهيم(ع)

اصناف

وسألت: عن من فعل مثل فعل الثلاثة الذين خلفوا هل يجوز أن يفعل فيهم مثل ما فعل الرسول صلى الله عليه وعلى آله من المنع لهم من أهلهم والنهي عن معاشرتهم فاعلم هداك الله وأعانك أن ذلك كان فعلا من الرسول صلى الله عليه وعلى آله فعله بهم لما أراد من توبه الله عليهم وشاء من صفحه عنهم، فأحب صلى الله عليه وعلى آله إذ صدقوه ولم يكذبوه أن يفعل ذلك بهم استدعاء لرحمة الله لهم وحسن جزائه على صدقهم وإن ذلك لا يجوز لأحد من العباد أن يفعله لمن تخلف عن الجهاد ولكن له أن يفعل بهم غير ذلك من الآخزاء والفضيحة والإبعاد وطرح شهادتهم وإزالة عدالتهم عند حكام المؤمنين.

وسألت: عن قول الله سبحانه: من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون، وقلت: فإن قال قائل من المجبرة فإذا كان هو الموفى ذلك إليهم أليس ذلك فعله بهم فما المعنى في ذلك، ثم قال: أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون.

وكذلك الله الصادق في قوله العادل في فعله يفعل لمن أراد الحياة الدنيا ولهي عن الآخرة التي تبقى فإنه يوفى إليه عمله ومعنى يوفي إليهم أعمالهم فيها هو موفي إليهم في الآخرة جزاء أعمالهم وما حكمنا به من العقاب على من فعل مثل أفعالهم. وقوله: وهم فيها لا يبخسون يريد وهم لا يظلمون.

وأما معنى قوله: أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها، وباطل ما كانوا يعملون فهم الأولون من المذكورين بالميل إلى الدنيا وزينتها والرضا بما فيها من زخرفها دون ما هو خير منها فأخبر الله سبحانه أنه لا نصيب لهم في الآخرة إذ لم يعملوا لها بعملها وينصبوا في طلبها إلا النار التي خلقت مقرا ودار آ للعاصين ومحلا لهم وموئلا في يوم الدين.

صفحہ 98