اعليه مع المفارقة بخلاف الزرنيخ والرخام والمعدن ونحو ذلك، وأيضا فإن الله ما قال: إنه خلق الإنسان من حجر ولا زرنيخ وإنما قال:{خلقهر من تراب [آل عمران: 59] والله أعلم.
وقال في الباب التاسع والستين : اعلم أن الصلاة مشتقة من "المصلي".
وهو الذي يلي السابق في الحلبة والسابق هنا التوحيد، و"المصلى" الصلاة وويشهد لهذا الترتيب حديث : "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان اوحج البيت" ، ولما علم الصحابة ما يدخل الواو من الاحتمال وأن الشارع اراعى الترتيب أنكروا على من روى والحج وصوم رمضان وقالوا له : قل الوم رمضان والحج إشارة إلى أن الشارع أراد الترتيب في القواعد والصلاة ثانية في القواعد. قال: وإنما جعل الزكاة تلي الصلاة لأن الزكاة تطهر قال تعالى: {قد أفلح من زكنها) [الشمس: 9] أي طهرها بالطاعات يعني النفس.
قال : ولما كانت الصلاة المشروعة من شرطها الطهارة جعلت الزكاة إلى اجانبها لكونها طهارة للأموال التي يكون بها جل قوتهم وملبسهم وجعل الصوم يلي الزكاة دون الحج لكون زكاة الفطر مشروعة عند قضاء الصوم فلما كان الصوم أقرب نسبة إلى الزكاة جعل إلى جانبها فلم يبق للحج مرتبة إلا المرتبة الخامسة فكان فيها.
(قلت) : وسيأتي في الكلام على صلاة الجنازة عند تفسير قوله تعالى: إب الصلوة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) [العنكبوت: 45] فراجعه.
وقال: من شأن العارف أن يعبد ربه من حيث أولية ربه في خلقه المخلوقات لا من حيث أوليته هو عن أوليات كثيرة قبله وأعني بذلك الأسباب، فهذه هي الصلاة لأول الوقت؛ فإذا عبده العارف في تلك الأولية المنزهة عن أن يتقدمها أولية شيء انسحبت عبادة هذا العارف من هناك على كل عبادة مخلوق خلقه الله من أول المخلوقات بين لي حين وجوده، ومن اججمع هذا وبين الصلاة لأول وقتها المعروف فقد حاز الفضيلتين وقال فيه: إنما أخبرنا رسول الله بأن المغرب وتر صلاة النهار قبل
نامعلوم صفحہ