وإظهار العلو على أمثاله وأشكاله، بل على من هو أعلى منه في مقامه؛ قال: ووهذا المقام وإن كان رفيعا فثم ما هو أرفع منه وهو مقام الأدب وإظهار الذل والمسكنة؛ قال : ومن شطح على أحكام الله أكثر أدبا ممن شطح على عباد اله لأن الله تعالى يقبل الشطح لوسعه بخلاف المخلوق لضيقه؛ قال: وثم أقوام يشطحون على أهل الله من شهود في حضرة خيالية فهؤلاء لا كلام لنا امعهم لأنهم مطرودون عن باب الله وعلامتهم أنهم لا يرفعون بالأحكام الشرعية رأسا ولا يقفون عند حدود الله تعالى مع وجود عقل التكليف عندهم. وأطال في ذلك.
. وقال في الباب الثامن والتسعين وثلاثمائة، في قوله تعالى: قل إنما أظكم بوحدة أن تقوموا لله مثنى وفردى) [سبأ: 46]: الواحدة أن يقوم الواعظ من أجل الله إما غيرة وإما تعظيما وقوله : مثنى أي : بالله ورسوله فإنه امن أطاع الرسول فقد أطاع الله فيقوم صاحب هذا المقام بكتاب الله وسنة اسوله ة، لا عن هوى نفس ولا تعظيم كوني ولا غيرة نفسية وقوله: ففرادى آي: بالله خاصة أو برسوله خاصة.
وقال: لا يجوز لأحد المبادرة إلى الإنكار إذا رأى رجلا ينظر إلىى امرأة في الطريق مثلا فربما يكون قاصدا خطبتها أو طبيبا فلا ينبغي المبادرة الإنكار إلا فيما لا يتطرق إليه احتمال. قال: وهذا يغلط فيه كثير من المتدينين لا من أصحاب الدين لأن صاحب الدين أول ما يحتاط على نفسه ولا سيما في الإنكار خاصة وقد ندبنا الحق تعالى إلى حسن الظن بالناس لا الى سوء الظن بهم، فصاحب الدين لا ينكر قط مع الظن لأنه يعلم أن بعض الظن إثم ويقول: لعل هذا من ذلك البعض وإثمه أن ينطق به وإن وافق العلم ففي نفس الأمر، وذلك أنه ظن وما علم فنطق فيه بأمر محتمل وما كان له اذلك. قال: ومعلوم أن سوء الظن بنفس الإنسان أولى من سوء ظنه بالغير ووذلك لأنه من نفسه على بصيرة وليس هو من غيره على بصيرة فلا يقال في احقه: إن فلانا أساء الظن بنفسه لأنه عالم بنفسه وإنما عبرنا بسوء الظن بنفسه اباعا لتعبيرنا بسوء ظنه بغيره فهو من تناسب الكلام. قال: وإلى الآن ما أيت أحدا من العلماء استبرا لدينه هذا الاستبراء فالحمد لله الذي وفقنا
نامعلوم صفحہ