خلاصة اليومية والشذور
خلاصة اليومية والشذور
اصناف
يقولون ذلك كلما مسهم أذى من تلك النقائض التي ينقمونها من بعضهم، على أن كلا منهم ينتظر حتى يبدأ الناس بالإقلاع عنها ليقتدي بهم، وما من أحد يرضى أن يجعل نفسه مثلة لغيره، وما من أحد يضع يديه في الأنشوطة وهو يرى الأيدي كلها ممدودة إليه، فالناس الآن - وفي كل زمان - يكذبون ويمارون ويتساهلون في الواجبات، ولا مندوحة لهم عن ذلك ما بقي بينهم هذا التدافع والتجاذب على وسائل الحياة.
الحكومة في الشرق والغرب
من المسائل الحرية بالنظر أن شكل الحكومة لم يكتسب شيئا من تعديلاته وأدواره في الشرق كله، لا قديما كما كان يقع مرارا في روما واليونان، ولا حديثا كما وقع في فرنسا وإنكلترا من التجارب المتتابعة وراء تكوين الحكومة الصالحة، ذلك بالرغم من أن الارتباط والضغط اللذين كانا يثيرانهم إلى قلب الحكومات قد نزل أضعافه بالشرقيين، ولكن مع هذا الفرق اليسير - وربما كان فيه كل السبب - أن الاستبداد لا يؤثر هنا على الأحوال المعيشية تأثيره هناك لتيسر الأرزاق وقلة ما للقوانين وكيفيات الحكم في المداخلة في تحصيلها.
وقد يكون هذا الجمود على شكل واحد من أشكال الحكومة ناشئا من انطباع الشرقيين على قلة الاهتمام بالعموميات لتمهد الوسائل الخصوصية، فإذا استولى أحدهم على الملك استقر له الأمر وانقاد له الجميع، وكثيرا ما يتفق أن خادما من خدم البلاط يبسط نفوذه في المملكة فيغتصب الملك لنفسه، ويبقى الحاكم المتصرف إلى أن يزحزحه عن مكانه متعصب آخر يأنس من نفسه الصولة والنفوذ، والناس بمعزل عن هذه الانقلابات، يسلمون بها ولا يشتركون فيها، فهي - أي حكومة الشرق - لا ترتكز على الشعب، فلا تتحول باختلاف مصالحه ولا الشعب يعتمد على اختلاف هيئاتها، فقد أنشأت نفسها بقوة ساعدها ولم ينشئها الشعب كما هو شأن الحكومات في الغرب، وقد شدت أزرها في كثير من المواقف بالسلطة الدينية التي رأت من مصلحتها أن تتبادل وإياها المعاضدة والتناصر، فجمدت جمود عقائد الأديان في وهم الإنسان.
في صالون حلاق
ما بالها تطفر كالغزال
ساحرة بالتيه والجمال
هيفاء من أوانس الأندلس
ذات جبين كالنهار المشمس
قد أسفرت حالية بالنور
نامعلوم صفحہ