ولكشاجم في هذا الدير:
ويومٍ على ديرِ القصير تجاوبتْ ... نواقيسهُ لمّا تداعتْ أساقفهْ
جعلتُ ضحاهُ للطّراد، وظهرهُ ... لمجلسِ لهوٍ معلناتٍ معازفهْ
ولشعراء مصر أشعار رائعة في صفة هذا الدير، أمسكنا عنة كثير منها خشية الإطالة.
١٩١ دير القلمون: بديار مصر، وبالفيوم منها.
وهو دير قديم مشهور معروف عندهم.
١٩٢ دير قمامة: بأرض المقدس الشريف. وهو منسوب إلى امرأة نصرانية يقال لها (قمامة)، وهي التي بنت الدير، وأقامت فيه مع رواهب لها، ولما ماتت دفنت فيه.
١٩٣ دير قنى: بضم أوله، وتشديد نونه، مقصور ويعرف أيضًا بدير مر ماري السليح.
قال الشابشتي: هذا الدير على ستة عشر فرسخًا من بغداد، منحدر بين النعمانية، وهو في الجانب الشرقي، معدود في أعمال النهروان. بينه وبين دجلة ميل، وبينه وبين دير العاقول بريد، ويقابله على شاطئ دجلة مدينة صغيرة يقال لها الصافية، وقد خربت مع خراب النهروان، وآثار حيطانها باقية إلى يومنا هذا. ويقال له أيضًا دير الأسكون، وبالقرب منه دير العاقول.
وهو دير عظيم شبيه بالحصن المنيع، وعليه سور عظيم عال، محكم البناء، يحيط به، وفي وسطه نهر جارٍ.
وهو دير حسن نزه، عامر برهبانه، فيه مائة قلاية لكل راهب قلاية، حولها بساتين، فيه جميع الثمار، وهم يتبايعون هذه القلالي من ألف دينار إلى مائتي دينار. وغلة كل بستان تباع من مائتي دينار إلى خمسين دينارًا.
وعيده الذي يجتمع إليه الناس هو عيد الصليب. وهذه صفته قديمة، ونقلها عن الشابشتي، وأما الآن فلم يبق من الدير غير سوره، وفيه رهبان صعاليك.
وينسب إلى دير قنى جماعة من الفضلاء، وجلة الكتاب منهم: عيسى بن فرخانشاه الكاتب القنائي، وعلي بن الحسين القنائي، والحسين بن أحمد بن علي القنائي والحسين بن عبد الرحمن بن موسى القنائي الكاتب.
وقد وصف الشعراء (دير قنى)، فقال أبو علي محمد بن الحسين (العمي) المعروف بابن جمهور، وكانت له نوادر وملح مع جارية للمنصور، كانت في القيان تعرف ب (زاد مهر):
يا منزلَ اللهو بديرِ قنّى ... قلبي إلى تلكَ الرّبى قدْ حنّا
سقيًا لأيّامكَ لمّا كنّا ... نمتارُ منكَ لذّةً وحسنًا
أيامَ لا أنعم عيشٍ منّا ... إذا انتشينا وصحونا عدنا
وإنْ فنى دنَّ بزلنا دنّا ... حتى يقالَ: إنّنا جننّا
ومسعدٍ في كلِّ ما أردنا ... يحكي لنا الغصنَ الرطيبَ اللّدنا
أحسنُ خلقِ اللهِ إذْ تمنّى ... وجسَّ زيرَ عودهِ وغنّى
باللهِ يا قسيّسَ ديرِ قنّى ... متى رأيتَ الرّشأ الأغنّا
متى رأيتَ فتنتي (يوحنّا) ... آهِ إذا ما ماس أوْ تثنّى
يا منيةَ القلبِ إذا تمنّى ... فتكتَ بالصَّبِّ، بكَ المعنّى
؟ثمَّ قلبتَ في الهوى المجنّا=عذّبتهُ بالحبِّ فنّا فنًّا
وصارتِ الأرض عليهِ سجنا ... فما يلاقي الجفنُ منهُ جفنا
أفديكَ هلُ يهجرُ صبٌّ مضنى؟ ... قدْ كانَ منْ عذركَ مطمئنّا
أسأتُ، إذْ أحسنتُ فيك الظّنّا ... وصارَ قلبي في يديكَ رهنا
وله فيه أيضًا:
وكمْ وقفةٍ في ديرِ قنّى وقفتها ... أغازلُ ظبيًا، فاتنَ الطّرفِ أحورا
وكمْ فتكةٍ لي فيه لم أنسَ طيبها ... أمتُّ به حقًّا وأحييتُ منكرا
أغازلُ فيه شادنًا أو غزالةً ... وأشربُ فيهِ مشرقِ اللونِ أحمرا
١٩٤ دير قنسري: مقصور. على شاطئ الفرات، من الجانب الشرقي، من نواحي الجزيرة وديار مضر، مقابل (جرباس) وجرباس شامية، وبين هذا الدير ومنبج أربعة فراسخ وبينه وبين سروج سبعة فراسخ. وهو دير كبير كان فيه أيام عمارته ثلاثمائة وسبعون راهبًا. ووجد في هيكله مكتوبًا:
أيا ديرَ قنّسري كفى بكَ نزهةٌ ... لمنْ كانَ في الدنيا يلذُّ ويطربُ
فلا زلتَ معمورًا، ولا زالتَ آهلًا ... ولا زلتَ مشهودًا تزارُ وتعجبُ
١٩٥ دير قوطا: بالبردان: من نواحي بغداد، على شاطئ دجلة.
قال الشابشتي: بين البردان وبغداد بساتين متصلة ومتنزهات متتابعة، فيها كروم وشجر ونخل. والبردان من المواضع الحسنة النزهة والأماكن الموصوفة.
وهذا الدير بها، يجمع أمورًا منها: عمارة البلد، وكثرة الفواكه، والشراب فيه مبذول، والحانات كثيرة.
1 / 47