بينَ ذينِ الدَّيرينِ جنّةُ دنيا ... وصفها زائدٌ على كلِّ وصفِ
وقال البحتري:
نزلوا ربوةَ العراقِ ارتيادًا ... أيُّ روضٍ أشفُّ ذكرًا وأسنى؟
بينَ ديرِ العاقولِ مرتبعٌ يش؟ ...؟رفُ محتلّهُ إلى ديرِ قنّى
حيثُ باتَ الزيتونُ من فوقهِ النّخ؟ ...؟لُ، عليهِ ورقُ الحمامِ تغنّى
وقال أيضًا:
ما ديرُ عاقولكمُ في البعدِ مانعنا ... منْ أنْ نجيئكَ من بغداد عوّادا
وينسب إلى دير عاقول هذا جماعة منهم: أبو يحيى عبد الكريم بن الهيثم بن زياد القطان الدير عاقولي. روى عن أبي اليمان الحمصي، والفضل ابن دكين. وروى عنه أبو إسماعيل الترمذي وعبد الله البغوي، وكان ثقة. مات سنة ثمان وسبعين ومائتين.
١٥١ ودير العاقول: أيضًا بالمغرب، منه أبو الحسن علي بن إبراهيم بن خلف الدير عاقولي المغربي. روى الحديث بمكة.
١٥٢ ودير العاقول: أيضًا: قرية من قرى الموصل، من جهة الشمال.
١٥٣ دير العباسية: بصعد مصر، عند قرية العباسية بكورة الحرجة، من الصعيد، ويسمى أيضًا دير الحوجة باسم الكورة.
١٥٤ دير عبد المسيح: وهو ينسب إلى عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة الغساني، وسمي بقيلة، لأنه خرج على قومه في حلتين خضراوين، فقالوا: ما هذا إلا بقيلة وكان أحد المعمرين. يقال: إنه عمر ثلاثمائة وخمسين سنة.
وهذا الدير بظاهر الحيرة، بموضع يقال له: الجرعة بين النجفة والحيرة. وفيه نزل خالد بن الوليد في منطلقه إلى العراق. وعبد المسيح هذا، هو الذي لقي خالدا ﵁ لما غزا الحيرة، وقاتل الفرس، وبقي عبد المسيح في الدير بعدما صالح المسلمين على مائة ألف، حتى مات، ولم يسلم.
ثم خرب الدير بعد مدة، وظهر فيه آزج معقود من حجارة، ففتحوه، فإذا فيه سرير من رخام، وعليه رجل ميت، وعند رأسه لوح مكتوب فيه: أنا عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة:
حلبتُ الدّهر أشطرهُ جميعًا ... ونلتُ منَ المنى فوقَ المزيدِ
وكابدتُ المصاعبَ في حياتي ... ولم أخضعْ لمعضلةٍ كؤودِ
وكدتُ أنالُ في الشرفِ الثُّريّا ... ولكنْ لا سبيلَ إلى الخلودِ
١٥٥ دير عبدون: هو ب (سر من رأى) إلى جنب قرية (المطير) .
وسمي ب (دير عبدون)، لآن عبدون بن مخلد كان كثير الإلمام به. ومات عبدون سنة عشر وثلاثمائة وهو مترهب بدير قنى، وهو أخو صاعد بن مخلد الذي أسلم على يد الموفق، فاستوزره، وبقي أخوه عبدون نصرانيا. وفي هذا الدير يقول عبد الله بن المعتز:
سقى المطيرةَ ذاتَ الظِّلِّ والشجرِ ... وديرَ عبدونَ هطالٌ منَ المطرِ
فطالما نبّهتني للصَّبوحِ بهاَ ... في غرَّةِ الفجرِ، والعصفورُ لمْ يطرِ
أصواتُ رهبانِ ديرٍ في صلاتهمُ ... سودِ المدارعِ نعَّارين في السّحرِ
مزنّرين على الأوساطِ، قد جعلوا ... على الرُّؤوسِ أكاليلًا منَ الشّعرِ
كمْ فيهمُ منْ مليحِ الوجهِ مكتحلٍ ... بالسِّحرِ، يطبقُ جفنيهِ على حورِ
لاحظتهُ بالهوى، حتى استقادَ لهُ ... طوعًا، وأسلفني الميعادُ بالنظرِ
وجاءني في قميصِ الليلِ مستترًا ... يستعجلُ الخطوَ من خوفٍ ومن حذرِ
فقمتُ أفرشُ خديَّ في الترابِ لهُ ... ذلًا، وأسحبُ أذيالي على الأثرِ
ولاحَ ضوءُ هلالٍ كادَ يفضحنا ... مثلَ القلامة، قد قدُّتْ من الظُّفرِ
وكان ما كانَ ممّا لستُ أأذكرهُ ... فظنَّ خيرًا، ولا تسألْ عنِ الخبرِ
١٥٦ دير عبدون أيضًا: قرب جزيرة ابن عمر وبينهما دجلة، وهو خرب الآن. وكان من منتزهات الجزيرة.
١٥٧ دير عثمان: سمعت به، ولا أعرفه.
١٥٨ دير العجاج: بين تكريت وهيت. وفي ظاهره عين ماء وبركة، فيها سمك، وحوله مزارع. وهو دير حصين، عامر، كثير الرهبان.
١٥٩ دير عدس: قرية من أعمال دمشق، فيها دير قديم، وهو خراب الآن. روى ابن دريد ﵀ خبرًا ذكر ما وقع بين عمر بن الخطاب ﵁ وراهب هذا الدير قبل الإسلام.
١٦٠ دير العذارى: قال أبو الفرج: هو بين أرض الموصل، وبين أرض باجرمى، من أعمال الرقة. وهو دير عظيم قديم، كان فيه نساء عذارى ترهبن، وأقمن به للعبادة، فسمي بهن.
1 / 42