وقال شيخنا أبو البقاء ﵀: هو اسم جبل معروف، فإذا ما فتحت السين كانت همزته للتأنيث ألبتة لبطلان كونها للإلحاق والتكثير، لأن (فعلالًا) لم يأت في غير المضاف، كالزلزال والقلقال، ويجوز كسر السين وعلى هذا تكون الياء فيه زائدة، ويكون على (فعال) مثل (ديباج) و(ديماس) . وقد تكون الياء فيه أصلية، فيكون ك (علباء)، والهمزة للإلحاق. فإن قلت: لمَ لم ينصرف؟ قلت: لأنه اجتمع فيه التعريف والتأنيث، لأنه اسم بقعة. وقد نسب هذا الدير إلى جبل (سينا) قرب أيلة، وعنده بليد فتح في زمن النبي، ﷺ، سنة تسع صلحًا، على أربعين دينارًا.
قال الجوهري: طور سيناء: جبل بالشام، وهو طور أضيف إلى سيناء، وهو شجر طور سينين قال الأخفش: سينين شجر، واحدته سينية.
قال الشابشتي: طور سيناء: هو جل تجلى فيه النور لموسى ﵊ وصعق فيه.
والدير في أعلى الجبل، وهو مبني بحجر أسود، وله حصن عرضه سبعة أذرع، وله ثلاثة أبواب من الحديد، وفي غربيه باب لطيف، قدامه حجر لهم، إذا أرادوا رفعه رفعوه، وإذا قصدهم قاصد أرسلوه، فانطبق على الموضع فلم (يعرف) مكان الباب.
وداخل الدير عين ماء، وخارجه عين أخرى. وتزعم النصارى أنه به نارًا كالنار التي بالبيت المقدس، يوقد منها كل عشية، وهي بيضاء ضعيفة، تقوى إذا أوقدوا السراج منها.
وهذا الدير عامر بالرهبان، وهو مقصود في الأعياد. قال فيه ابن عاصم:
يا راهبَ الدّيرْ! ماذا الضّوء والنّور ... فقدْ أضاءَ بما في ديركَ الطّور
هلْ حلّتِ الشمسُ فيه دونَ أبرجها؟ ... لأمْ غيِّبَ البدرُ فيهِ وهو مستور؟
فقال: ما حلّهُ شمسٌ ولا قمرٌ ... لكنّما قرّبتْ فيهِ القواريرُ
١٤٦ دير الطير: بنواحي (إخميم)، بقري (أنصنا)، في شرقي النيل.
وهو دير قديم، كبير عامر، يقصدونه من كل موضع، وهو بقرب الجبل المعروف بجبل الكهف، وفي موضع من الجبال شق، فإذا كان يوم عيد هذا الدير، لم يبق من الطير المعروف ب (بوقير) شيءٌ في ذلك المكان، فيكون أمرًا عظيمًا، لكثرتها واجتماعها عند ذلك الشق، ثم لا يزال الواحد منها بعد الآخر يدخل رأسه في ذلك الشق، ويصيح ويخرج، ويجيء غيره، فيفعل كفعله، إلى أن يعلق رأس أحدها وينشب في الشق، فيضطرب حتى يموت، وتنصرف بقية الطيور، ولا يبقى منها طائر.
ذكره الشابشتي في الديارات، كما ذكرته سواء.
١٤٧ دير طيزناباذ: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وزاي مفتوحة، ونون وألف، وباء موحدة من تحت، وألف، وبآخره ذال معجمة. قال أبو الفرج في الديرة: دير في موضع نزه، بين الكوفة والقادسية، على حافة الطريق، على جادة الحاج (بينه وبين القادسية ميلان، من أنزه المواضع، تحفه الكروم، وحوله المعاصر والحانات، مقصود لأصحاب اللهو والبطالة) .
١٤٨ دير الطين: بأرض مصر، على شاطئ النيل في الطريق إلى الصعيد، قرب الفسطاط، متصل ببركة الحبش عند العدوية، وأهل الدير والعدوية من غنيم. ورأيت أنا الدير والبركة، وهو في مكان نزه، من حوله البساتين، وكثير منها أنشأها تميم بن المعز.
١٤٩ دير العاصبة: من ديرة الأعياد: في رقة باب الشماسية، ببغداد، قرب الدار المعزية.
عيده في الأحد الأول من أعياد الصوم، وهو على ميل من دير سمالو، في الجانب الشرقي، وهو في موقع ميل من دير سمالو، في الجانب الشرقي، وهو في موقع نزه، كثير النحيل والأشجار والبساتين، آهل بالرهبان، ومعروف بالقصف والشرب، ويقصده الناس في عيده، فيزدحمون فيه للهو واللعب.
١٥٠ دير العاقول: بين مدائن كسرى، والنعمانية كان بينه وبين بغداد خمسة عشر فرسخًا، على شاطئ دجلة.
وأما الآن فبينه وبين دجلة مقدار ميل. وقيل: من المدائن إلى واسط خمس مراحل. في أولها (دير عاقول) . وهي مدينة النهروان الأوسط، وبها قوم دهاقين. وكان عند هذا الدير بلد عامر، وأسواق، أيام كان النهروان فيها عامرًا. أما الآن، فهو وسط البرية بمفرده، وبقربه (دير قنى) . يقول الشاعر يذكرهما:
فيكَ ديرَ العاقولِ ضيعتُ أيّا ... مي بلهوٍ، وحثِّ شربٍ وطرفِ
وندامايَ كلُّ حرٍّ كريمٍ ... حسنٍ دلّهُ بشكلٍ وظرفِ
بعد ما قدْ نعمتُ في ديرِ قنّى ... معهمْ قاصفينَ أحسنَ قصفِ
1 / 41