٩٣ دارة النِّصاب: بكسر نونه، وبعدها صادٌ مهملةٌ يجوز أن يكون من نصاب الشيء، أي اصله، أو أنه من نصاب الشمس، وهو مغيبُها.
ودارة النصاب بأرض اليمن، قريبةٌ من نجرانَ، وكانت لبني الحارث بن كعبٍ. قال الأفوه الأودي:
ونحنُ الموردونَ شبا العوالي ... حياضَ الموتِ بالعددِ المُثابِ
تركنا الأزدَ يبرقُ عارضَاها ... على ثجرٍ فداراتِ النصابِ
٩٤ دارة واسطٍ: لبني أسيدٍ، في ديار بني قشيرٍ، قال بعض الشعراء:
بما قدْ أرى الداراتِ، داراتِ واسطٍ ... فما قابلت ذاتُ الصليلِ فجُلجُلُ
وقال بعض الأعراب وقد قتل ذئبًا:
أقولُ له والنبلُ تكوي إهابَهُ ... إلى جانب المعزاء: يا الَ ثاراتِ
قلائصُ أصحابي، وغيري فلم أكنْ ... إذا ما كبا الرعدْيدْ ذا كبواتِ
فأنقذْتُ منه أهلَ دارة واسطٍ ... وأنصلُهُ ينصلْنَ منحدرِاتِ
٩٥ دارة وسط: وقد تحرك السين المهملة، وقد تسكن قال ابن دريد: دارات الحمى ثلاث: إحداهن دارة عوارم وقد ذكرت، ودارة وسط، وهي جبلٌ عظيم طويل على أربعة أميال من وراء ضرية، لبني جعفر. وقال الأصمعي [لبني] جعفر رملة الشقراء، شقراء واسطٍ.
وشقراء جبلٌ، ووسط علم لبني جعفر، قال بعضهم:
دعوتُ اللهَ إذْ شقيتْ عيالي ... ليرزُقني ندى وسطٍ طعاما
فأعطاني ضرية خيرَ أرضٍ ... تمجُّ الماءَ والحبَّ التؤاما
٩٦ دارة وشجى: بفتح الواو، وقد تضم، وبالجيم بوزن سكرى، ركي معروف، جاء به الأديبي كذا بالجيم وهو ماء لبني عمرو بن كلابٍ.
قال المرار:
حيِّ المنازلَ، هلْ منْ أهلهَا خبرٌ ... بدورِ وشجى، سقى داراتها المطرُ
وربما ذكروه بالحاء المهملة مقصورًا، قال:
صبحْنَ من وشحَى قليبًا سُكّا
وجعله أبو زياد ممدودًا، وقال: دارة وشحاء موضع بنجد عند ماءة في ديار بني كلاب، لبني نفيل. وعن كراع: دارة وشحى بالحاء المهملة والقصر موضع هنالك، قال سماعه:
لعمرُكَ إني يومَ أسفلِ عاقلٍ ... ودارةِ وشحَى والهوَى لتبُوعُ
٩٧ دارة هضبٍ: ويقال لها: دارة هضب القليب. قال أبو زياد: بنو وبر بن الأضبط بن [كلاب] لهم من المياه هضبُ القليب. والقليب ماء لهم، ولهم هضبٌ كثيرةٌ قال جميلٌ:
أشاقكَ عالجٌ فإلى الكثيبِ ... إلى الداراتِ من هضبِ القليبِ
وقال الأفوه:
ونحنُ الموردونَ شبَا العوالي ... حياضَ الموتِ بالعددِ المُثابِ
تركنا الأزدَ يبرقُ عارضاها ... على ثجرٍ فداراتِ الهضابِ
وثجرٌ: ماءُ لبني الحارث بن كعبٍ قرب نجران من أرض اليمن.
٩٨ [دارة العضيد: لا أعرفها، ولكني وجدتها في شعر بعضهم، قال:
أو ما ترى أظعانهم مجرورة ... بين الدخولِ فدارةِ اليعضيد
وقال آخر:
واحتثها الحادي بهيدٍ هيدِ
كذا لقربِ قسقسٍ كؤودِ
فصبّحَتْ من دارة البيعضيدِ
قبلَ هتافِ الطائرِ الغريدِ]
٩٩ [دارة يمعون: بالعين المهملة وبآخره نون، وقد يروى بالزاي، قال:
....................... ... بدارة يمعونٍ إلى جنبِ خشرمِ
ومما وجدناه من الدارات بلفظ التثنية: ١٠٠ الدارتان: وهو اسم موضعٍ ورد في شعر ميدان ابن صخر، قال:
ويلٌ لعينيكَ يا بن دارةَ كلما ... يومًا عرفتَ بدارتين خيالا]
ومما وجدناه بلفظ الجمع: ١٠١ الدارات: وجدتها في شعر أنشده الأصمعي:
سقى دمنتينِ ليسَ لي بهما عهدُ ... بحيثُ التقى الداراتِ والجرعُ الكبدُ
والله تعالى أعلم بالصواب.
الباب الثالث
القولُ في ذكرِ الديرةِ التي مفردُهَا دَيْرٌ
الديرة في بلاد الله كثيرة متعددة، منها ما كان أبنية عادية أو صروحًا ممردة. منها ما اندثر وامَّحت آثاره، ومنها ما زالت أركانه مجددة وفيه عُمَّارُهُ.
قد أحصى العلماء والرواة، وأهل الأخبار كثيرًا منها، وتكلموا عليها و[أفاضوا] في الحديث عنها، فنسبوها، ووصفوها، وتحدثوا عمن عمروها، وذكروا طرفًا من أخبار من نزلوا بها أو زاروها.
وقد رجعت إلى كتبٍ كثيرة ألفت فيها، فاطلعت على ما كتبه هشام وأبو الفرج والخالديان والرفاء وابن رمضان والشمشاطي والبكري والشابشي.
1 / 20