فإذا أحسسنا الحافز، فإننا لا نبالي بعد ذلك مقدار مانملك من ذكاء؛ لأن قليلا من الذكاء مع كثير من الرغبة في الدرس هما خير ألف مرة من ذكاء عبقري مع انعدام الرغبة.
ويجب في دراستنا أن نراعي هذه الإرشادات: (1)
أن نتصفح الكتاب جملة، فنتعرف الفهرست ونقدر ما نمنح المؤلف كلا من الموضوعات من الأهمية، وهذا لا يكلفنا أكثر من بضع دقائق. (2)
بعد ذلك نقرأ الكتاب بترتيب المؤلف فلا نختار فصولا قبل أخرى. (3)
يجب أن نجعل الوجبة الذهنية مثل الوجبة الطعامية؛ أي يجب ألا تكون كبيرة نتخم بها، فكما أننا لا نستطيع أن نأكل وجبة تكفينا أسبوعا، كذلك يجب أن نقتنع بما يكفي الذهن يوما حتى لا نكل ونصد، بل حتى نفهم ونهضم. (4)
يجب أن نجعل دراستنا مزدوجة؛ أي لا نقنع بالقراءة بل نزيد عليها كتابة، فإذا قرأنا فصلا لخصناه مع التعليق والنقد، وأحسن الطرق لأن نفهم الكتاب أن نلقي عنه محاضرة؛ لأننا عندئذ نشارك المؤلف في تأليفه، ونستذكر أشياء كثيرة ما كنا لنستذكرها لو إننا كنا قد قنعنا بالقراءة.
وعلى القارئ أن يذكر هنا أننا نقرأ الإنجليزية أو الفرنسية ولكنا نعجز عن كتابتهما، ولا نستطيع الكتابة إلا بعد مرانة طويلة، فليذكر هذه الحقيقة في دراسة أي موضوع، فالقراءة أسهل من الكتابة، ونحن نعرف الموضوع أكثر إذا مارسناه قراءة وكتابة. (5)
إذا وجد القارئ أن ذهنه يتشتت في وقت الدرس فعليه أن يذكر أن هذا التشتت يدل على أنه بدأ يعمل عملا ما قبل الدرس ولم يتممه، والتشتت برهان على أن نفسه تنزع إلى إتمام هذا العمل.
فربما كان قد شرع في قراءة قصة ولم يتمها، وربما كان ينوي قراءة المجلة ولكنه آثر عليها الدرس، وربما نفسه تنازعه إلى الرد على خطاب وصل إليه وأجل هو الإجابة، وربما هو يذكر ميعاد المقابلة لأحد الأصدقاء أو تأدية عمل آخر ... إلخ، فما دامت هذه الأعمال قائمة في ذهنه ولم تتم فإنه مشتت عاجز عن حصر ذهنه في الدرس؛ ولذلك يجب عليه أن يتم كل هذه الأشياء قبل الدرس. (6)
أحسن الأوقات للدرس هو الصباح؛ لأن النوم مع الأحلام التي نذكرها أو لا نذكرها، يكون قد مسخ العواطف السيئة التي تكونت في نهار الأمس، وهذه العواطف تشتت الذهن؛ لأنها تذكرنا بحوادث لم نسر منها أو لم ننته منها، ودراسة المساء سيئة من هذه الناحية. (7)
نامعلوم صفحہ