کاشف لذوی عقول
الكاشف لذوي العقول (تنظيم)
اصناف
(( و)) اعلم (( أنه لا يجوز التقليد في )) علم (( الأصول )). سواء كان من أصول الدين، كمعرفة الباري تعالى وقدمه ، ومعرفة صفاته وأسمائه، ومعرفة النبوات وما يتعلق بها، والوعد والوعيد. أو من أصول الفقه. أو من أصول الشريعة. التي هي: الصلاة، والصوم، والحج، ونحوها. لما تقرر أن الحق فيها مع واحد، والمخالف مخط آثم. فلا يأمن المقلد أن يكون من قلده مخطئا. فيكون على ضلالة في دينه، ويكون هالكا. لهذا حث الله تعالى على النظر والتفكر. فقال:{ويتفكرون في خلق السموات ...}الآية. { أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت }. وغير ذلك في القرآن كثير.
واحتج تعالى على الكفار في جميع القرآن، وذمهم على تقليدهم الأباء. في قولهم { إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على أثارهم مقتدون }.
(( ولا )) يجوز أيضا التقليد (( في العلميات )). وإن كانت من الفروع. وذلك كمسألة الشفعة، وفسق من خالف الإجماع.
وسميت علمية. لأنها لم تتعلق بها كيفية عمل.
وفرعية لابتنائها على غيرها. لأن المسائل المأخوذة من الأدلة، إما أن لا تتعلق بها كيفية عمل.
وتسمى اعتقادية علمية. وذلك كقولنا: الباري تعالى سميع بصير. لأن الغرض منها مجرد اعتقاد لا عمل.
وتسمى أصلية أيضا. لإبتناء العمليات عليها .
وإما أن تتعلق بها كيفية عمل،
وتسمى عملية. كقولنا: الوتر مندوب. إذ المقصود منها: الأعمال. وفرعية لإبتنائها على الإعتقادية. ولتعلقها بالعمل الذي هو فرع على العلم. وهذه يجوز التقليد فيها. كما سيأتي.
صفحہ 208