وقد شعر مقبل بعار هذا الكلام أو خاف فاحترس بقوله: وقد يكونون مصيبين، وقد يكون بعضهم مصيبا. ولكن لم يخرجهم من اسم الخوارج، فبان أنه قاله تسترا واحتراسا، ولو كان أراد الإنصاف لقال: ولكن أئمة أهل البيت أمثال الحسين السبط وزيد بن علي ومحمد بن عبدالله النفس الزكية والحسين بن علي الفخي ومحمد بن محمد بن زيد ومحمد بن إبراهيم وغيرهم ليسوا خوارج، لأنهم لايكفرون المسلمين ولايخرجون على ولاة الحق.
* قال مقبل: فالبدار البدار إلى العمل بسنة رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم .
والجواب: هذه كلمة حق يراد بها باطل، لأن الغرض بها اتباع
مذهبكم في تصحيح ما صحح أسلافكم وتضعيف ما ضعفوا من الحديث، وجرح من جرحوا من الرواة وتوثيق من وثقوا، لأن السنة عندكم هي ما صححه أسلافكم أو حسنوه، فالدعوة منكم إلى السنة دعوة إلى تقليدهم.
ألا ترى أنكم قلتم أن المقبلي مذبذب، مع قولكم أنه يريد نصرة السنة، فلم تعتبروه من أهل السنة حقا لما لم يكن على مذهب أسلافكم في كل شيء ، فالدعوة في الحقيقة ليست دعوة إلى السنة. إنما هي دعوة إلى مذهب أسلافكم وتقليدهم في التصحيح للحديث والتحسين وغير ذلك.
أو لا ترى أنكم لاتعتبرون من يريد السنة التي يرويها أهل البيت وشيعتهم، لاتعتبرونه من أهل السنة بل تعتبرونه من أهل البدعة، وتزعمون أن حديث أهل البيت وشيعتهم ليس صحيحا ولاسنة، فتبين أنكم إنما تدعون إلى مذهب أسلافكم في الحديث والعقائد والفقه، لأن ذلك عندكم هو السنة، وهذا باطل كما حققناه في (تحرير الأفكار) تحقيقا كاملا فليراجعه من أراد الحق.
فظهر أن دعوتك إلى السنة كلمة حق يراد بها باطل.
صفحہ 30