فأما من خرج على ولاة الجور الطغاة لإعلاء كلمة الله ودفع الظلم عن المسلمين فليس خارجيا لأنه ليس على طريقة أولئك الخوارج، ولا على مذهبهم في تكفير المسلمين، بل هو كما أمر في قوله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}(1)، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصارا لله}(2)، وقال تعالى: {وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم}(3)، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون}(4)، والجهاد في سبيل الله هو الجهاد في سبيل نصرة دين الله وإعلاء كلمة الله، فكيف سوى مقبل بين الخارجين على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إمام الهدى وهم أهل الباطل، يقتلون المسلمين بغير حق ويكفرونهم بغير موجب، وبين من قام من أئمة الهدى الدعاة إلى الله المجاهدين في سبيل الله ضد ولاة الجور مثل يزيد، ومثل هشام بن عبدالملك، ومثل ولاة بني العباس؟ فيسوي مقبل بين المجرمين الخارجين على إمام الهدى علي بن أبي طالب، والمسلمين الخارجين على ولاة الجور للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، {أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون}(5)، {أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار}(6)؟.
صفحہ 29